صور ـــ آمال خليلمرّت خمس سنوات قبل أن تتحقّق نية بلديّة صور بإقامة محطّة لتكرير المياه المبتذلة. فمنذ بضعة أيام، بدأت أعمال تأهيل شبكات الصرف الصحي الرئيسية التي تضخ المياه المبتذلة من قرى القضاء نحو محطات الضخ في الحوش والبص والحارة القديمة في صور والعباسية. وتأتي هذه الخطوة تمهيداً لإنشاء محطة تكرير المياه المبتذلة على شاطئ البقبوق في العباسية التي أعلنت عنها البلدية للمرة الأولى في حزيران من عام 2004. المفيد في الأمر أن بحر المدينة سيتحرر أخيراً من المياه المبتذلة التي تصب فيه من كل مكان في قضاء صور ومحيطه. لم تثر أعمال الحفر التي طالت مداخل صور الرئيسية التذمر في نفوس المواطنين الذين يفضلون «تحمل الأشغال المؤقتة من أجل الحصول على مصلحة دائمة ببحر نظيف وبيئة سليمة وثروة سمكية نظيفة». يؤيد الصيادون ما يقوله الأهالي، إذ يشير نقيب الصيادين خليل طه إلى «أنه بسبب المياه المبتذلة اختفت أنواع محددة من الأسماك، فيما ظهرت أخرى سامة ومتوحشة مثل النفيخة. إلى جانب ظهور أعشاب عفنة أخيراً على سطح المياه غير اعتيادية».
وقد أسهم في تقبل الناس للأعمال الجارية وسط الطرق تعاون اتحاد البلديات مع شرطة السير في قوى الأمن الداخلي على تنظيم حركة سير المواطنين. غير أن ذلك لا يبرر للمتعهد تقاعسه عن تنفيذ الشرط الذي ينص عليه العقد بينه وبين الجهتين الممولة (البنك
تعاون اتحاد البلديات مع شرطة السير على تنظيم حركة سير المواطنين
الدولي) والمشرفة (مجلس الإنماء والإعمار)، والذي يقضي بتزفيت الطرق فوراً بعد إنجاز الحفر ومد قساطل الشبكة، وهو ما لم يحصل في الأماكن التي انتهت فيها الأشغال. وبحسب الدراسات التي يشرف عليها القسم الفني في الاتحاد، فإن الأشغال ستمتد تدريجياً لتصل الشبكة إلى شاطئ البقبوق عند مدخل صور الشمالي عند مفترق العباسية، يقول المهندس المسؤول جلال عبد علي. وكانت قد بدأت قبل عامين تماماً عملية فض العروض لاختيار المتعهد الذي سينفّذ مشروع إنشاء المحطة التي ستتوجه إليها شبكات الصرف الصحي من 40 بلدة في قضاء صور. ومن منابع المحطة سيستوعب البحر ملايين المكعبات من المياه المكررة.
من الآن وحتى إنجاز المحطة بعد أكثر من عامين على أقل تقدير، تظل صور شبه جزيرة تحدّها عشرة مصبّات «مجارير» تنبع منها ومن قرى المحيط. علماً بأن دراسات مجلس الإنماء والإعمار ووزارة النقل، تنص على أن يدخل المجرور في عمق البحر مئات الأمتار، لإبعاد التلوث عن الشاطئ وتجنب الروائح الكريهة في منطقة سياحية؛ إلا أن المجلس رفض استكمال الدراسات واكتفى بتوصيل المجرور مباشرة إلى الشاطئ.
لكن، بعيداً عن أهمية هذه المحطة في تخليص بحر صور من المياه المبتذلة، يجهل الكثيرون من «المبتهجين» بالمحطة هو أنها تتخذ مكاناً على شاطئ مصنّفاً عالمياً على لائحة الأماكن الحاضنة تاريخياً للسلاحف البحرية بسبب نظافته وقلة مرتاديه.