توجّه بلال (اسم مستعار) إلى ملهى ليلي معروف في الكرنتينا. هناك التقى أحد مدمني المخدرات، فعرض عليه الأخير سيجارة حشيشة. دخّنا معّاً داخل سيارة BMW، وبعد أن أنهيا «التحشيش»، أخذ بلال قطعة حشيشة من المدمن الذي لم تحدد هويّته، تعاطاها لاحقاً في خمس سجائر خلال أسبوع.توافرت معلومات لقسم المباحث الجنائية العامة في مكتب مكافحة المخدرات الإقليمي في طرابلس، تفيد بتعاطي بعض الشبان للمخدرات في أحد الأماكن. جرى دهم المكان وألقي القبض على بلال، فتبيّن أنه من أصحاب السوابق. أقرّ المدّعى عليه بتعاطي المخدرات، بعدما بيّنت التحقيقات أنه مدمن منذ نحو أربع سنوات. وقد تأيّدت وقائع القضية بإقرار المدّعى عليه والادّعاء العام والتحقيقات الأوّلية، فضلاً عن الفحوص المخبرية التي أظهرت وجود مواد مخدّرة في البول.
بدأ بلال رحلة الإدمان بتدخين حشيشة الكيف والماريجوانا وانتهى بتعاطي باز الكوكايين. ورغم أن المحكمة كانت تتجه إلى إدانته، إلا أنه تعهّد أمامها بعدم تكراره تعاطي المخدرات طالباً إخضاعه لبرنامج علاج من الإدمان، كذلك طلب منحه الأسباب التخفيفية.
كذلك تبيّن من التقارير الطبية أن المواد التي يتعاطاها بلال تستخدم في علاجات الأمراض النفسية والاختلال الذهني، ومن شأنها تعزيز القدرات الجسدية وتخفيف الشعور بالتعب. وذكر التقرير أن الانقطاع عن تناولها يؤدي إلى الإصابة بالانهيار العصبي، والإدمان عليها يؤدي إلى نشاط مفرط وعملية قاسية وإلى العدائية والعدوانية. وتظهر هذه العوارض بعد حوالى نصف ساعة إلى ساعة من تناولها. وبما أن المادة 127 من قانون المخدرات تنص على إنزال عقوبة الحبس إضافة إلى الغرامة بحق كل من حاز أو حصل أو من كان مدمناً على تعاطي مادة شديدة الخطورة دون وصفة طبية بقصد التعاطي، قررت محكمة الجنايات في الشمال، برئاسة القاضي المنفرد الجزائي، إدانة المدّعى عليه بلال (اسم مستعار) بجرم تعاطي المخدرات سنداً إلى المادة المذكورة، وحبسه مدة سنة مع غرامة قدرها مليونا ليرة لبنانية، مع وقف تنفيذ العقوبة وإلزامه فور خروجه من السجن بالحضور إلى جمعية «شبيبة ضد المخدرات» للعلاج من إدمانه وفقاً للبرنامج الذي تضعه له. وقد أنيط وقف تنفيذ العقوبة بخضوع المدّعى عليه للعلاج المحدد له.