البقاع ــ «الأخبار»استفاقت مدينة بعلبك وجوارها، صباح أمس، على جريمة مروّعة ذهب ضحيتها يوسف علي جمال الدين (27 عاماً)، وعلاء حسين جمال الدين (26 عاماً) الذي يرقد في مستشفى دار الحكمة، وهو في حالة حرجة جداً. الحزن خيّم على المنطقة، فالضحية شاب فارق الحياة بعدما تعرضه للتعذيب على أيدي مدنيين.
روى متابعون للقضية أنه تم استدراج يوسف وعلاء من قبل مجموعة من ستة أشخاص ـــــ تم تحديد هوياتهم ـــــ من محطة وادي الصفا عند الطريق الدولية بعلبك ـــــ حمص، التي تقع تحديداً بين بلدتي الجمالية ومقنة، إلى سهل مقنة حيث جرى تعذيبهما.
مختار بلدة وادي الصفا، حسين جمال الدين، استمع الى الشاب الجريح، وروى لـ«الأخبار» أن الاشخاص الستة كانوا يسهرون مع يوسف وعلاء في المحطة، حيث يعمل الأخير، وقد غادروا المكان عند الثامنة والنصف مساء برفقة يوسف جمال الدين (الذي يعمل سائق شاحنة مازوت)، وبعد مرور ساعة عادوا الى المحطة من دون يوسف، وطلبوا من علاء مرافقتهم، مدّعين بأن يوسف هو من يطلب رؤيته. نُقل علاء إلى إحدى المزارع النائية في سهل مقنة، وهناك بدأت عملية تعذيبه.
الطبيب الشرعي قال إن الضحية تعرّض للتعذيب ولحظ كسوراً في جمجمته
المعتدون وفق المختار، كانوا يسألون علاء أن يعطيهم معلومات عن مبالغ مالية يتهمون صهر يوسف (ح. ع.) بأنه أخفاها، وبأنه لم يسلّمها الى شخص في عرسال لتسديد ثمن «مازوت مهرب»، بعدما تم إرسال المبلغ معه. وأضاف المختار أنه توسّلات علاء لم تنفع، ولم يتوقف خاطفوه عن ضربه بصورة وحشية وجرّه على الأرض، بعدما ربطوه بحبل بخلفية السيارة حتى فقد علاء وعيه، فظن خاطفوه أنه مات، فنقلوه مع يوسف على متن جيب من نوع ب أم x5، ورموهما أمام مستشفى دار الحكمة في التل الأبيض ـــــ بعلبك.
تنبّه حارس المستشفى للأمر، فأبلغ العاملين في قسم الطوارئ. تمّ إسعاف علاء بعد نقله الى غرفة العناية الفائقة، فيما أودع الضحية يوسف براد المستشفى، وذلك بعدما أظهرت معاينة الجثة أنها تعرضت للتعذيب، بدليل وجود ندوب ظهرت على أنحاء من جسمه قبل أن يلفظ أنفاسه.
عزا الطبيب الشرعي، علي حيدر، سبب وفاة الضحية يوسف جمال الدين الى «التعذيب الشديد وإلى وجود كسر في الجمجمة مع حدوث نزف داخلي حاد».
فتحت قوى الأمن الداخلي تحقيقاً بالحادث، ووُضعت حراسة مشددة على علاء داخل المستشفى. ارتفعت أصوات التنديد والغضب بين الأهالي في بعلبك وجوارها، وقد شدد المختار حسين جمال الدين، متحدثاً باسم عائلته، على ضرورة كشف الجناة وتسليمهم الى العدالة وكشف ملابسات الجريمة.
سيّر الجيش اللبناني دوريات في بلدة وادي الصفا (الجمالية) منعاً لأية مضاعفات تنتج من هذه الجريمة.
فيما ترددت معلومات عن أن مشاركين في عملية القتل قد يكونون من آل المقداد، أصدر وجهاء العائلة بياناً استنكروا فيه الجريمة البشعة «التي ذهب ضحيتها الشاب يوسف جمال الدين، الذي تربطنا وتجمعنا بآل جمال الدين روابط قربى وأخوّة». وأضاف البيان أنهم يرون أنّ الاعتداء على آل جمال الدين هو اعتداء على آل المقداد.