رامي زريقيرسل لبنان إلى قمة المناخ في كوبنهاغن وفوداً رفيعة المستوى تمثّل القطاعات الحكومية والأكاديمية وما يطلق عليه اسم «القطاع المدني». ويبدو أن رئيس الحكومة سيترأس الوفد الرسمي هروباً من مناقشات مملة في ساحة النجمة إلى مناقشات أكثر مللاً في عاصمة الدنمارك. تحمل الوفود معها، بالإضافة إلى النوايا الحسنة، «رسالة من الشعب اللبناني» لم يسمع بها الأكثرية الساحقة من الشعب اللبناني. كما تحمل الوفود دراسات لا تزال بدائية تشير إلى الكوارث التي قد تحلّ على بلادنا عام 2050، أي بعد أربعة عقود، في حال عدم انضمامنا إلى قافلة «المجاهدين العالميين من أجل المناخ» وحدّنا من انبعاثات الغازات الدفيئة. وقد سبقت هذه الدراسات بعض الجهود التوعوية التي قامت بها مجموعات مدنية صغيرة تضمنت بناء غرفة زجاجية على كورنيش المنارة والركض العاري في شارع بلس، إلى جانب تلوين بعض الجدران في شارع الحمرا. يبدو إذاً أن هناك، لأول مرة، إجماعاً لبنانياً على قضية تغيير المناخ. إلا أن هناك بعض المهتمين بالشأن التنموي والبيئي الذين يلفتون النظر إلى أن لبنان لا ولم ولن يساهم في الانبعاثات الكربونية العالمية، مضيفين أن أكثر المتضررين من تغيير المناخ هم الفقراء، وأن الجهود يجب أن تصب في خانة مكافحة الفقر وبسط العدالة الاجتماعية اليوم قبل الغد. وهذا من خلال العمل السياسي المنظم والمهدّف، عوضاً عن الانضمام إلى الكرنفالات المعولمة وعن القيام بجهود رمزية في بيئات نخبوية قد لا تؤدي إلى أية نتيجة. وعليه، لا نزال ننتظر اليوم الذي سنرى فيه الجمعيات المدنية تركض عارية أو بلباسها في شوارع العاصمة لأجل محو الأمية ورفع مستوى التعليم الرسمي في عكار والهرمل والبقاع وغيرها من بقع الحرمان اللبنانية.