أعلنت دائرة آثار النجف اكتشاف موقعين أثريّين جديدين يضمّان ديراً ومناطق عبادة في منطقة الحيرة التاريخية جنوب مدينة النجف، ويُعتقَد أن هذه المواقع تعود إلى زمن دولة المناذرة، التي حكمت المنطقة بين عامي 268 و607م. وقال المشرف على عمليات التنقيب، شاكر عبد زهرة، إن «الموقعين المكتشَفين بُنيا على الطرز الحيري القديم، وهما يتكوّنان من قاعات مختلفة الطول، وغرف نوم ومطابخ ومسابح وممرات وأواوين، وما يؤكد استعمال هذه الأبنية أديرةً هو النقوش والزخارف التي اكتشفها المنقّبون على الجدران، وهي عبارة عن صلبان وأوراق عنب وسعف نخيل»، وقال عبد زهرة إن «تلك النقوش تحمل رؤية وأفكاراً دينية مهمّة، تعكس اعتقادات سكان المملكة ومقدساتهم آنذاك». أضاف إن «المبنى الأول هو دير يضم 46 حجرة، ويتكوّن من أربعة أقسام، ويضم خمس قاعات تراوح أطوالها بين 11 متراً و16، وعرضها أربعة أمتار، فضلاً عن غرف نوم للرهبان والراهبات»، مشيرا إلى أن «الملحقات الخدمية ضمّت تنانير للخبز ومساخن للماء، ومسالك لتصريف المياه». أكد المشرف على التنقيبات أن «وجود الكثبان الرملية في هذه المنطقة الصحراوية كان سبباً لحماية المباني من التأثيرات الطبيعية». ورجّح زهرة أن يكون الدير عائداً إلى هند بنت النعمان ابن المنذر، وهي ابنة أحد أبرز ملوك دولة المناذرة، وهو الذي أدخل إليها الديانة المسيحية عام 410 ميلادية. يُذكر أن الحيرة، التي تقع شمال محافظة النجف نحو 160 كم، جنوب العاصمة بغداد، كانت تُعدّ عاصمة دولة المناذرة، التي تأسست عام 268 ميلادية واستمرت حتى عام 607 ميلادية، حيث فتحها القائد العربي الإسلامي خالد بن الوليد عام 13 هجرية.