فاتن الحاجيضرب سليم شعيتو كفّاً بكف في مكتب مدير التعليم الثانوي محيي الدين كشلي. «معاش معنا مصاري، وصار قريب نشحد»، يقول بلهجة من نفدت حيلته ولم يبق له سوى 10 ساعات تعاقد في ثانويته. يسأل شعيتو كشلي: «كيف عم بتقولولنا إنو صرتوا موظفين وما قبضنا ولا ليرة من شهرين، شو بدنا نقول لأولادنا اللي ناطرينا نشتريلن ثياب وهدايا بالعيد؟».
فرح أستاذ الرياضيات بنجاحه في مباراة مجلس الخدمة المدنية لدخول ملاك التعليم الثانوي، ثم استبشر بصدور مرسوم تعيينه في مجلس الوزراء. لكن الرجل ينتظر منذ أربعة أشهر الالتحاق بكلية التربية في الجامعة اللبنانية. هناك سيخضع شعيتو مع 408 من زملائه لدورة إعداد لمدة سنة «ومنصير موظفين عن جد». لكن متى يأتي هذا اليوم؟
سأل كشلي وفد الأساتذة الثانويين، الذي التقاه أمس، عمّا إذا كانوا جميعاً قد تقدموا بطلبات إلى كلية التربية، فأجابت إيمان حنينة: «كل من يرغب في الالتحاق بملاك التعليم الثانوي تسجل في الدورة، ما عدا ستة أساتذة قاطعوا لأسباب خاصة». المشكلة ليست هنا بالطبع، بل في رصد الاعتمادات المالية المطلوبة للدورة. هنا يقول عضو رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، النقابي محمد قاسم: «كان يجب أن يكون هناك تنسيق بين وزارة

خوف من تمديد العام الدراسي وتأخير التحاق الأساتذة بثانوياتهم

التربية والجامعة اللبنانية لحجز الاعتمادات من احتياط موازنة الجامعة، ومع أنّه لم تكن هناك حكومة، كنا ننتظر أن يُتخَذ تدبير استثنائي لحالة استثنائية». يذكر أنّ المادة السادسة من مرسوم التعيين تنص على أنّ طلاب شهادة الكفاءة، أي الأساتذة المعينين، يتقاضون رواتبهم من موازنة كلية التربية في الجامعة اللبنانية، على أن توفّر الاعتمادات اللازمة في هذا الشأن وفق الأصول.
هنا، يشرح عميد كلية التربية الدكتور مازن الخطيب أن الأصول تقتضي أن ترفع وزارة التربية إلى الجامعة اللبنانية طلباً بإلحاق الأساتذة بالكلية يتضمن أعداد المعينين حتى تدرج الجامعة ذلك في موازنتها التي تُعدّها في شهر أيار. لكن ما حصل أنّ الجامعة تبلغت القرار في شهر تشرين الثاني الماضي.
أما اليوم، بعد إنجاز التدابير الإدارية اللازمة لجهة إبلاغ الجامعة ووزارة المال، فتنتظر الكلية، كما يقول الخطيب، أن يدرَج بند تخصيص اعتمادات الدورة، التي تقدّر بنحو 9 مليارات ليرة لبنانية على جدول أعمال مجلس الوزراء في أولى جلساته. ويتوقع الخطيب أن تبدأ الدورة في بداية 2010.
لكن ما هي محاذير تأخير الالتحاق بكلية التربية على الوضع الوظيفي للأساتذة؟ يجيب قاسم: «هناك خوف من تمديد العام الدراسي والتأخر في التخرّج من الكلية، ما يؤثر على التحاق الأساتذة بثانوياتهم في العام الدراسي 2010ـــــ2011، كذلك فإنّ التأخير يؤثر في ضمّ خدماتهم».