ذكرون ــ فريد بو فرنسيسقطعت إدارة شركة الترابة الوطنية في شكا الشك باليقين. فقد حسمت الجدل العقيم الذي كان دائراً بينها وبين الأهالي بشأن وجهة استعمال «جبل القرن» المجاور لبلدة ذكرون في قضاء الكورة، بعدما أطلقت أخيراً مشروع تشجير هذا الجبل الأجرد. إذاً، لن يكون الجبل «مقلعاً للصخور»، كما كان الأهالي يتكهّنون متخوّفين سابقاً. وربما توخّت الشركة من توقيع عقد انطلاق العمل بينها وبين لجنة إنماء ذكرون إظهار «حسن نيّاتها» حيال تحسين ظروف الحياة التي تشكو منها المنطقة، وخصوصاً من الناحية البيئية، التي تعاني أيّما معاناة من مداخن الشركة وموادّها المدمرة للناس والبيئة. وقد وضعت الشركة مساحة 500 ألف متر مربّع من الجبل بتصرفهم للإفادة منها، على أن يعود ريع ما تنتجه الأرض للمنفعة العامة في البلدة. ويقول المدير الإداري لشركة الترابة الوطنية روجيه حداد «إن الشركة وضعت الأرض بتصرف الأهالي الذين سوف يباشرون في القريب العاجل تشجير هذه التلة وإعادة الاخضرار إليها، لتصبح أجمل غابة أشجار في لبنان على الإطلاق». أما عن دور الشركة في هذا المشروع، فقد لفت حداد إلى «أنه بناءً على توجيهات المدير العام للشركة بيار ضومط باشرنا إنجاز الإجراءات القانونية، لتمكين الأهالي من التصرف بالأرض، وهي تسلك طريقها نحو النهاية»، لافتاً إلى أن «أكثر من نصف مليون متر مربّع ستصبح في القريب العاجل حديقة تزيّنها الأشجار، بعدما كانت مساحات من العشب اليابس والأشواك المعرّضة للحرائق طيلة فصل الصيف». وفي اتّصال مع «الأخبار»، أكد رئيس مصلحة الزراعة في الشمال معن جمال «أن وزارة الزراعة تشجّع على عمليات التجميل والتشحيل في الأحراج، وإزالة كل ما من شأنه أن يعرّض الحرج لاندلاع الحرائق أو التلف». وشدّد جمال على أنواعٍ محددة من الأشجار «وخصوصاً الأشجار المفيدة للبيئة والناس، أي المثمرة، بناءً على ما ورد في مضمون الطلب المقدم إلينا من جانب إدارة شركة الترابة الوطنية». وهو الطلب الذي ينص على «عدم إقامة مبانٍ أو قطع أشجار تحت طائلة المسؤولية وتسجيلها في خانة المخالفات». أما قائمقام الكورة كاترين الكفوري فشدّدت على «أهمية هذا العمل الذي من شأنه تخفيف الاتكال الدائم على الدولة وانتظارها لتلبية حاجات المواطنين». لا تدعو كفوري إلى «إراحة» الدولة من مسؤولياتها، ولكن «هذا التعاون قد يسهم في مساندة الدولة في ظروف لا تخفى مآسيها على أحد».