فاتن الحاجمرت ربع ساعة قبل أن يحضر والد الطالب وشقيقه الكبير لمعرفة ماذا يحصل. نفى الخطيب أن يكون ضرب التلميذ، و«حتى لو صار هيك بمون عليه» إذا كان الهدف هو تصحيح سلوكه، وأبلغ والده وشقيقه بأنّه لم يطرده وسيعيده إلى الصف شرط التعاون مع الإدارة.
كان المدير يوزع بطاقات العلامات في أحد الصفوف، حين سمع شتائم وإهانات في طابق آخر، ليتبين له في ما بعد أنّها صادرة عن محمود ووالده اللذين حضرا للمرة الثالثة إلى الثانوية. هنا تتدخل زينب، زوجة الخطيب فتقول بغضب: «هالمرة إجوا عن سابق إصرار وتصميم لينفذوا إجرامهم والدليل إحضارهم آلة حادة».
يتابع الخطيب الرواية فيشير إلى أنّه طلب منهما الدخول إلى أحد الصفوف، حيث وصلت إحدى الناظرات ووبخت الطالب على فعلته، فنالت نصيبها من الشتائم من الأب وابنه. عندها تدخل الخطيب وحاول الفصل بينهم كي لا يصل الأب وابنه إلى الناظرة فانهالا بالضرب على رأسه، وكاد أن يتلقى الضربة القاضية، ففيما كان مرمياً على الأرض فاقداً الوعي، حمل الطالب الكرسي وهمّ بضربه، لكن وصول أستاذ الرياضة منعه من إتمام فعلته.
أصيب الخطيب بتمزق في عضل القدم اليسرى واليد اليسرى وضربات على الرأس والعين، ورضوض في الجسد، ما استدعى إعطاءه 12 يوماً وفق تقرير الطبيب الشرعي. واستُدعي رجال الأمن من مخفر برجا ففُتح تحقيق بالحادث. وأوقف المعتديان في نظارة بعبدا، قبل أن يمثلا أمام القاضي المنفرد الجزائي لتحديد الحكم. ويلفت المحامي نزار صاغية إلى إمكانية أن يكون هناك تشديد في العقوبة لكون المعتدى عليه موظفاً رسمياً.
حين وقع الاعتداء عليه، شعر الخطيب بأنّ السنوات الـ44 التي قضاها في التعليم الرسمي تنهار أمامه. لكنّه خرج، كما يقول، من «القطوع» متسلحاً بمحبة الناس، وإن كان يعزّ عليه أن يمر بمثل هذا الموقف عشية خروجه إلى التقاعد.
«ربما لم تكن الحادثة لتحصل لو كان محيط الثانوية أكثر أماناً»، يقول الخطيب وهو نزيل إحدى غرف مستشفى سبلين الحكومي حيث يتلقى العلاج. ويشرح المعاناة مع «فلتان الخارج، حيث لا نعلم من هي الجهة التي تحمينا». ولا تفلح كل محاولات الاستنجاد بمخافر الدرك وأجهزة الاستخبارات في وقف المشاغبات عند بوابة الثانوية، لا سيما بالنسبة إلى «تشفيط» السيارات ومعاكسات الشبان للصبايا. هنا يشير الخطيب إلى أنّ الدعوى الشخصية التي تقدم بها لا تهمه بقدر ما يراهن على دعوى تقدمها وزارة التربية ضد الاعتداء على مؤسسة رسمية، علها تسهم في إيجاد حل لمشكلة أكبر ثانوية في منطقة إقليم الخروب.