ما ذنب السلطة؟
نشرت جريدتكم في عددها الصادر يوم الجمعة 11 كانون الأول الجاري مقالين بقلم سفيان الشورابي.
وللتذكير، فإن مراسلكم يكتب في الصحافة التونسية ويراسل صحيفتكم من تونس بكل حرية ودون عراقيل أو مضايقات. وهذا في حدّ ذاته يفنّد المزاعم التي يصرّ عليها دائماً في مقالاته، والتي تدّعي باطلاً وجود «تضييقات» على حرية التعبير والصحافة في بلادنا...
ثم كيف له أن يسمح بتنصيب نفسه وصيّاً على الصحافة والصحافيين لإطلاق أحكامه وتصنيفاته بشأن ما سمّاه «الصحافة الصفراء» استناداً إلى وقائع من نسج خياله، وغايته من ذلك أصبحت مكشوفة، وهي الإمعان في التشويه والتضليل.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ما ذنب السلطة وما مسؤوليتها في آراء ومواقف تعبّر عنها وسائل الإعلام؟!... ومراسلكم لا يجهل أن معظم الصحف والمجلات التي تصدر في بلادنا مستقلة ومملوكة للخواص، والحكومة لا تملك إلّا صحيفتين يوميّتين من بين عشر صحف يومية. وكذلك فإن كاتب المقال يعلم علم اليقين أن القضاء في تونس ساهر على تطبيق القانون كلما ثبت تعرّض مواطن أو أية جهة لكتابات تدخل في إطار جرائم القذف والقدح وهتك الأعراض، وهناك أحكام قضائية منشورة في هذا الاتجاه.
وإن تونس دولة القانون والمؤسسات لا تسمح بأية «حصانة» مزعومة تجعل من «البعض» فوق القانون. وهؤلاء «البعض» سقط القناع عنهم بعد أن اتخذوا من «الدفاع عن حقوق الإنسان» غطاءً للابتزاز السياسي المبتذل.
أما في المقال الثاني، فمراسلكم تحدث فيه عن «حالة حصار فكري وثقافي تعاني منها تونس»، حسب زعمه. ثم، ولدى قراءة ما جاء في أحاديث محاوريه من المثقفين والكتّاب التونسيين، لم نجد أيّاً منهم يشاطره ذلك الزعم الذي أسقطه تعسّفاً على واقع حرية الإبداع والنشر في بلادنا.
وهنا يكفينا إفادتكم بأن المعرض الدولي للكتاب، الذي ينتظم دورياً في تونس، يمثّل حدثاً ثقافياً بامتياز، ويؤمه بشغف عشرات الآلاف من المواطنين وتعرض فيه آلاف العناوين والإصدارات، وتأتي دور النشر اللبنانية في طليعة المشاركين في ذلك المعرض...
هذا فضلاً عن ريادة تونس في أكثر من مجال ثقافي، كالمسرح والشعر والأدب، على الصعيدين العربي والدولي، بفضل حرية الخلق والإبداع التي هي من صميم حرية التعبير، والتي راهنت عليها تونس باعتبارها أساس كل مجتمع حداثي متقدّم . ونحن ندعو كاتب المقالين إلى نزع نظاراته السوداء لرؤية واقع المجتمع التونسي بديناميّته وبحراكه السياسي والثقافي، وهو الحراك الذي يؤشّر إلى حياة تأبى السفاسف وتتطلّع دائماً نحو الأفضل والأرقى.
المكتب الإعلامي لسفارة تونس في بيروت