تزامناً مع ذكرى تأسيس الجامعة اللبنانية، دعت بعض مجالس فروع الطلاب، أمس، إلى لقاء في كلية الآداب، لإطلاق «الحملة الطالبية لدعم الجامعة اللبنانية»
أحمد محسن
تستحق الجامعة اللبنانية يوماً تتوحّد فيه أصوات طلّابها. يوماً واحداً على الأقل، يجتمعون فيه، خارج قيود انتماءاتهم الحزبية. وقد جاء لقاء أمس، الذي أطلقت فيه «مجالس طلاب الفروع في الجامعة اللبنانية» حملتها، على هذا الأساس، تحت عناوين عدة، تهدف إلى دعم الجامعة. أعلن منظمو الحملة نشاطهم، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـــــ الفرع الأول. كان الحضور خافتاً، رغم أن جهات منظّمة للحملة، أكدت أن جميع المنظمات الشبابية مشاركة، وتالياً، جميع الأحزاب السياسية.
بعد تعريفه بالمناسبة، أي ذكرى إنشاء الجامعة اللبنانية، أعلن رئيس مجلس الطلاب في كلية العلوم ـــــ الفرع الأول، حيدر شميساني، لائحة تضمّنت برنامج الحملة، الذي يُفترض أن يتوّج غداً الأربعاء، في احتفال في مجمع الحدث الجامعي، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية زهير شكر. ولفت بيان المجالس الممثّلة في الحملة، إلى ضرورة العمل لإعادة إحياء الاتحاد الوطني الطلابي، لما يمثّله من حجر أساس، وإعداد الخطوات الضرورية لذلك، التي تشمل إعادة النظر في قرار وقف الانتخابات الطالبية لعام 2010، والمطالبة بإجرائها هذا العام. إضافةً إلى مطالبته مختلف القوى والأطراف الفاعلة بعقد ورش عمل مفتوحة، أو مؤتمر برعاية رئاسة الجامعة بهدف الإعداد والتشاور، وذكّرت المجالس الطالبية بالهموم الرئيسية التي ترزح تحتها وتمثّل عبئاً على نفوس الطلاب، وأوّلها إنجاز المراسيم المرتبطة بنظام LMD الشهير. وقد شدّد المجتمعون على الحاجة إلى «لبننة» هذا النظام.

وفي سياق منفصل، دعت مجالس الفروع إلى رفع موازنة الجامعة في سياق إقرار قانون موازنة الحكومة للعام المقبل. واستفاض الطلاب في مطالبهم، داعين إلى إقامة المجمعات الجامعية على امتداد المناطق اللبنانية، لما في ذلك من أهمية لجهة تخفيف أعباء النقل.
لا جديد في المطالب تقريباً. لم يلفت المؤتمر إلى ضرورة النظر في الرسوم الواجبة على الفلسطينيين في الجامعة مثلاً، ولم يشِر أيضاً إلى أن الجامعة يجب أن تتحرّر من الاحتلال السياسي لأروقتها.

تأخر ممثلو جمعية العزم للوصول من الشمال بسبب زحمة السير
الجديد عملياً، هو مشاركة رائد أبو حمدان، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي، إلى جانب ممثلي حزب الله، وحركة أمل، والتيار الوطني الحر، كما لفت منظّمون إلى أن جمعية العزم، التي «تحظى بتمثيل واسع في الشمال عجزت عن الحضور في المواعيد لأسباب تقنية (زحمة سير)». وأكد أبو حمدان، في حديث مع «الأخبار»، أن الحزب الاشتراكي يميل إلى تحييد الهموم الطالبية عن السياسة، داعياً كل الأحزاب إلى المشاركة في حملة دعم الجامعة اللبنانية. وفيما لمّح مسؤولون في الحملة إلى أن الأخيرة ستشمل الأحزاب كلها، نفى مسؤول الطلاب في القوات اللبنانية، شربل عيد، علمه بموضوع الحملة نهائياً، مؤكّداً أن الهيئات الطالبية في القوات لم تتبلّغ من أي فريق آخر دعوة إلى المشاركة في أمر مماثل. لكن عيد لم يفوّتها فرصة بلا سياسة. وقد أكّد أن القوات «كانت سبّاقة إلى دعوة منظّمات 14 آذار للمشاركة في حملة من أجل الجامعة اللبنانية». وعن إمكان اللقاء مع باقي المنظمات الطالبية، تحت عناوين غير سياسية، قال عيد «عندما يبلغوننا أو يتواصلون معنا فسنرى ماذا يمكننا أن نفعل».
وإلى حين تحقيق تلك المطالب، المرهونة بلقاءات مع الكتل النيابية (كما أعلن المنظمون)، يُتوقع أن تبقى صورة فروع اللبنانية، أشبه بمعرض لوجوه طلابها الفقراء.