بنت جبيل ــ داني الأمينإذا كان مفهوماً أن تنقطع الكهرباء بسبب التقنين، وأن يزداد التقنين بسبب زيادة الاستهلاك في الشتاء، وأن تتحول الطرقات المهملة إلى نوع من البحيرات بسبب الأمطار، معطلة العبور إلى بعض القرى، فإن انقطاع إرسال الخلوي منذ أكثر من خمسة عشر يوماًَ عن عدد من قرى بنت جبيل وبلداتها كان نوعا من الشعرة التي قصمت ظهر البعير. هكذا، طلعت الصيحة.
حسين السيد من بلدة عيترون يشتكي غاضباً من «أن شبكة الهاتف الخلوي في البلدة مقطوعة تماماً، ولا يمكن إجراء أيّ اتصال، ورغم مراجعة الأهالي للشركتَين مرات عدة فإنه لم يُعالَج حتى الآن الأمر أو يُشرح السبب». يؤكد ذلك نائب رئيس بلدية عيترون، نجيب قوصان، الذي بيّن أنّ «الإرسال شبه منقطع، أمّا الخدمة، فسيّئة جداّ، فإذا استطعنا الاتصال، فإن ما نسمعه فقط هو صوتنا». علي بزي، من مدينة بنت جبيل يؤكّد أن هذا ما يحصل في بعض أحياء المدينة، إضافةً إلى بلدتي شقرا وصفد البطيخ. ويشير علي زين الدين إلى أننا «لا نعرف سبب هذا الانقطاع المفاجئ، الذي يستمرّ منذ أكثر من 15 يوماً، وخاصّة أن هذا الانقطاع يقتصر على أحياء، أما الباقي، فالاتصال ممكن ومتوافر، ولم يأتِنا حتى الأن أيّ تبرير من الشركة، رغم عدد المشتركين الكبير جداً، وتجاوز مدة الانقطاع الحدّ المعقول».
من جهة ثانية، يتزايد انقطاع التيار الكهربائي «كلما ازدادت سرعة الرياح أو نسبة الأمطار»، كما يقول حسن السيّد حسن من عيترون. ويشرح الرجل أن «الكهرباء لا تأتي إلّا لساعات محدودة، وأثناء وجودها تنقطع باستمرار، فلو كانت سوء حال الجوّ سبب الانقطاع، فمن المفروض أن ينقطع التيار أولاً عن المناطق الجبلية المرتفعة في جبل لبنان والمتن والشوف، لا في أماكن مثل هذه». ويتساءل الرجل إن «كانت هذه المشكلة ستستمرّ، رغم أن الناس هنا يستبشرون خيراً بوزير الطاقة الجديد، لكن حتى الآن لم نسمع منه أي خبر مفرح متعلّق بمشكلة الكهرباء، التي تنقطع هنا منذ تأليف الحكومة الجديدة».
أما الطرقات، فتعاني بلدت عيتا الشعب ورميش خاصةّ من الحفر الكبيرة، إضافةً إلى الأزمتَين السابقتين، ويقول حسن منصور إن «الطريق العام في بلدتَي عيتا الشعب ورميش لم تعبّدا منذ عام 1974، ورغم التحرير عام 2000، وانتهاء حرب تموز عام 2006، فإن الطريق تزداد سوءاً على سوء، وخصوصاً في فصل الشتاء، الذي تصبح فيه الطرقات بحيرات مائية واسعة تخفي من الحفر ما لا يعرف العابرون عمقه، وإن كانوا يستطيعون المغامرة بالعبور بسياراتهم». أما حين يعلقون؟ فيقول: «إيه، ما في إرسال حتى يطلبوا النجدة»!