سوسن بدراندخلت ريّا (اسم مستعار) البالغة 20 عاماً، إلى محل لبيع المجوهرات في سوق النبطية، وذلك برفقة شقيقتها القاصر تالا (اسم مستعار) 17 عاماً؛ بحجة شراء محابس ذهبية، فما كان من صاحب المحل وبناءً على رغبتهما، إلّا أن أعطاهما «الستاند» العائد للمحابس للاطلاع عليها. جربت الفتاتان بعض المحابس، ثم خرجتا من المحل دون أن تشتريا شيئاً. تفقد صاحب المحل المحابس ليفاجأ بفقدان أربعة منها، وهي تقدر بقيمة 500 ألف ليرة لبنانية، فسارع إلى الاتصال بمخفر النبطية مبلّغاً عن شكوكه بالشقيقتين. في هذه الأثناء توجّهت الفتاتان إلى محل آخر للمجوهرات، حيث لم تفلح حيلة الفتاتان. فبدل أن تحصلا على إحدى السلاسل الذهبية التي كانتا تنويان سرقتها، حصلتا على سلاسل من نوع آخر، عبارة عن أصفاد جرى من خلالها زجهما خلف القضبان. إذ تمكنت صاحبة المحل من ضبطهما بعد سرقة إحدى السلاسل الذهبية من داخله، واتصلت بالشرطة. توجهت دوريتان على الفور إلى محل المجوهرات، وألقتا القبض على ريّا وتالا وبحوزتهما المسروقات، وأوقفا في مخفر درك النبطية.

اعترفت الشقيقتان بالسرقة المنسوبة إليهما، وكشفتا عن سرقات أخرى

ولدى التحقيق معهما اعترفت الشقيقتان بالسرقة المنسوبة إليهما، وكشفتا عن سرقات أخرى للمصاغ في محال أخرى للمجوهرات وبالأسلوب نفسه، أي أن تقوم إحداهما بإلهاء صاحب المحل من خلال انشغاله بعرض المجوهرات عليها بحجة شرائه؛ فيما تقوم الأخرى بسرقة بعض المصاغ بغفلة عنه. فقبل حوالى ثلاثة أشهر من عملية السرقة الأخيرة، وفي منطقة النبطية أيضاً، تمكنت الشقيقتان من سرقة سلسال ذهبي بقيمة 400 دولار أميركي من أحد محال المجوهرات فيها. وقبلها في سوق الذهب في صيدا سرقتا سلسالاً ذهبياً تقدّر قيمته بـ200 دولار أميركي. وبحسب الموقوفتين، كان يباع المصاغ المسروق في منطقة البريير.
بعدما أعيدت المسروقات إلى أصحابها وأسقطت حقوقهم الشخصية في الدعوى المقامة ضدهما، قررت محكمة جنايات النبطية، برئاسة القاضي محمد مظلوم، تجريم ريّا بجناية السرقة وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بها، لمدة ثلاث سنوات، وبخفضها إلى سنة واحدة ونصف سنة سنداً للمادة 253 عقوبات، على أن تحتسب لها مدة توقيفها الاحتياطي. كما جرّمت المحكمة المتهمة القاصر تالا، بالجناية نفسها، معطوفة على قانون الأحداث الرقم 422/2002، وأحالتها إلى محكمة جنايات الأحداث لتحديد الإجراءات الإصلاحية التي يفترض أن تخضع لها.