يحمل جلال (اسم مستعار) مقصَّ حديدٍ كبيرَ الحجم، ويستقل دراجة نارية يجوب على متنها الشوارع ليلاً لغرض الاستكشاف. يترقّب بعيني نسر ضالّته التي غالباً ما تكون درّاجة نارية. يحدّد الطريدة وحواسّه متيقّظة لالتقاط أيّ خطر، ثم ينقضّ عليها بالمقصّ ليقطع «الجنزير» المربوطة به. يحررها من جنزير صاحبها لتصبح أسيرته، «يفرطها» ثم تُباع قطعاً. لا يعمل جلال وحيداً، إنهم خمسة أصدقاء امتهنوا السرقة. يقومون برحلات استكشاف شبه يومية. تعدّى نشاطهم سرقة الدراجات النارية، فصاروا يسرقون آلات التسجيل من داخل السيارات. كذلك يستهدفون المحالّ التجارية. كما يسرقون السيارات للتنزّه بها، أو لنقل مسروقاتهم بواسطتها، ثم يتركونها إلى جانب الطريق.التحريات التي قام بها فرع المعلومات أدت إلى رصد عدة أشخاص يؤلّفون عصابة تنفّذ أعمال سرقة في محافظة جبل لبنان. أوقف المتهم جلال في محلة السبتيّة، لم يكن يحمل أوراقه الثبوتية، وضُبطت معه دراجة نارية مسروقة ومقطع حديد كبير الحجم. اعترف بأنه كان متجهاً إلى منزل المتهم القاصر جهاد (اسم مستعار)، لكي يضع عنده دراجة نارية سرقها في محلة البوشرية. ولفت إلى أنه لم يكن وحيداً، بل كان برفقته المتهمان جهاد ومحمد (اسمان مستعاران)، اللذان سبقاه على متن دراجة مسروقة إلى منزل جهاد.
اعترف جلال خلال التحقيق بسرقة نحو 23 دراجة نارية من مناطق مختلفة، مشيراً إلى أنه وزملاءه كانوا ينقلون جميع الدراجات النارية المسروقة إلى منزل جهاد. حيث يفرطونها ثم يبيعونها قطعاً. كذلك اعترف بسرقة نحو ثلاث وثلاثين آلة تسجيل، برفقة شريكه وسام (اسم مستعار)، من داخل سيارات، أكثرها من نوع مرسيدس وهوندا لكونها تُفتح بسهولة. وذكر بأن شريكه كان يتولّى مهمة بيع آلات التسجيل المسروقة وتصريفها. توجهت الشرطة إلى منزل جهاد في الفنار، فوجدته برفقة محمد. أوقفتهما، وبتفتيش المنزل، ضبطت عدداً كبيراً من قطع غيار الدراجات النارية، إضافةً إلى درّاجة نارية غير مفكّكة.
قررت محكمة الجنايات في جبل لبنان، إنزال عقوبة الأشغال الشاقة بحق جلال مدة سنة ونصف سنة. كذلك قررت تجريم القاصرين محمد وجهاد، وإحالتهما أمام الغرفة الابتدائية المختصة الناظرة في قضايا جنايات الأحداث، لاتخاذ ما تراه مناسباً بحقّهما.