سلبا حقيبة فقُتل مواطن. عاودا الكرّة فأصيب آخر. حُدِّد المشتبه فيهما، لكنهما فارّان من وجه العدالة. الشرطة القضائية لن تهدأ قبل أن تقبض عليهما
رضوان مرتضى
سلبت حقيبة غريتا أ. في برج حمود بتاريخ 5/11/2009. أما السالبان فشابان مجهولان كانا على متن دراجة نارية. عملية السلب تلك لم تقتصر على حقيبة غريتا، بل أزهقت روح المواطن شكيب سليم عيد (70 عاماً) الذي صودف مروره في المكان. لقد قتل عيد إثر إصابته بطلق ناري في رأسه نتيجة إطلاق نار حصل بين أحد المارة ويدعى إيلي م. في محاولة منه لتوقيفه، وبين الشابين السالبين اللذين بادلاه بالمثل. الحصيلة كانت مقتل عيد وتمكن الشابين من الفرار.
حضرت الشرطة القضائية وبدأت تحقيقاتها في الحادث. عُثر في مسرح الجريمة على أكثر من مقذوف رصاصة ومظاريف فارغة. أودِعَت جميع هذه المضبوطات، مع مسدس إيلي م. لدى المختبرات التابعة لقسم المباحث العلمية في وحدة الشرطة القضائية. أظهرت الفحوص المخبرية أن الطلقة التي قُتل بها الضحية لا تعود الى مسدس إيلي.
مرّ ما يقارب ثلاثين يوماً على الجريمة الأولى. وبتاريخ 7/12/2009 في محلة الشويفات، سلب شابان على متن دراجة نارية، حقيبة المواطنة أمل أ. استنجدت أمل بمواطنين كانوا في المنطقة، تعارك أحدهم، ويدعى نادر حيدر، مع أحد السالبين. أوقعه أرضاً، فيما فر الآخر على متن الدراجة.
السالب الذي أعيق فراره، أطلق النار من مسدسه على نادر ح. فأصابه في بطنه. تعلّق مطلق النار بجبالة باطون كانت تمر في المكان، وتمكّن من الفرار. نقل نادر إلى مستشفى الجامعة الاميركية.
لاحقت دورية من مكتب مكافحة الإرهاب في الشرطة القضائية، مطلق النار، فتبيّن أنه يدعى حسن ع. تمكّنت الوحدة بالتنسيق مع فاعليات المنطقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، من توقيف حسن المذكور. كان تحت تأثير الحشيشة. عُثر بحوزته على مسدسين، واحد من نوع غلوك (عيار 9 ملم)، والثاني من نوع سميث أند ويس. كما عُثر بحوزته على كمية من حشيشة الكيف. بعد استفاقته من آثار تعاطي الحشيشة، استجوِب في مكتب مكافحة الإرهاب. اعترف حسن بأنه سلب حقيبة المواطنة أمل أ. بالاشتراك مع شريكه حسين ح. في الشويفات.

وقعت الحادثتان في توقيتين متباعدين
وقعت الحادثتان في توقيتين متباعدين. لم تُعرف هوية السالبين في حادثة برج حمود، فيما حُددت في حادثة الشويفات. لكن الرابط بين الحادثتين كان أوصاف الدراجة. فقد لاحظ المحققون أن أوصاف الدراجة التي استُخدمت لسلب أمل، تطابق أوصاف الدراجة التي استخدمت في عملية سلب غريتا أ. في برج حمود.
ووجه حسن ع. بذلك، فأقرّ بأنها الدراجة ذاتها. لكنه نفى أن يكون قد شارك في عملية السلب الأولى. روى الموقوف للمحققين أن من نفذ العملية الأولى هما زميلاه حسين حم. وحسين حر.. ولفت الى أنهما أُصيبا نتيجة تبادل إطلاق النار الذي حصل مع إيلي م. كما ذكر أنهما قصدا أحد المستشفيات بعد الحادثة حيث عولجا. تمّت مراجعة المستشفى الذي أشار إليه الموقوف حسن. فتبين أن حسين حم. وحسين حر. قد دخلا المستشفى المذكور، ثم غادراه بعدما تلقّيا المعالجة.
أخضع مسدس حسين ع. للفحص في المختبرات التابعة للمباحث العلمية، فتبين أن الرصاصة التي قتل بها شكيب عيد في برج حمود، لم تُطلَق من مسدسه.عُرِضَت صورة حسين ح. على عدد من الأشخاص الذين شهدوا جريمة برج حمود، فأكدوا أنه أحد السالبين.
يذكر أن دورية من مكتب مكافحة المخدرات، كانت تطارد شخصاً من آل الحاج حسن على طريق المطار بتاريخ 14/11/2009، فتعرضت لإطلاق نار من شخص مجهول، تبين لاحقاً من خلال إفادات المخبرين والشهود أنه حسين ح. الذي ظن أن الدورية تلاحقه. تمكن من الفرار. المشتبه فيهما حسين حم. وحسين حر. لا يزالان طليقين، لكن مسؤولاً أمنياً رفيع المستوى يؤكّد أن ملاحقتهما ستستمر حتى يتم توقيفهما.