تابع طلاب الجامعة اللبنانية، أمس، احتفالاتهم في الذكرى 58 لتأسيس جامعتهم. اجتمعوا في لقاء مركزي في مجمع الحديث الجامعي، ألقى خلاله مندوبو الهيئات الطالبية كلمات في المناسبة، ردّدوا فيها سلسلة من المطالب، وأطلقوا البالونات، بالتزامن مع الاحتفالات التي عمت الفروع الأخرى للجامعة
أحمد محسن
شهدت قاعة المؤتمرات في مجمّع الحدث الجامعي حشداً كبيراً من الطلاب. أخذوا أماكنهم في القاعة باكراً، قبل الموعد المحدد. هذه المرة كانوا متلهّفين لإطلاق سلسلة من المطالب الجدية. أتوا للاحتفال بيوم الجامعة اللبنانية. لم يضلّوا طريقهم إلى القاعة، ساعدهم شبان من مجلس فرع الطلاب دلّوهم إلى المكان. النظام صفة أساسية تتسم بها مجالس فروع الطلاب التي يتولى حزب الله إدارتها. هذا الجو شائع في الجامعة ومتداول بين الطلاب، حتى غير المتحزبين منهم. الحزب يدقق في أبسط التفاصيل، وإلى ذلك، يولي منظّمو حملة الجامعة اللبنانية مشروعهم هذا أهمية كبيرة، كما أكد عدد منهم سابقاً.
وصل الطلاب تباعاً إلى القاعة التي تشبه المسرح. توالى ممثلو الهيئات الطالبية، من مختلف المناطق على مخاطبة زملائهم. ألقوا كلماتهم على مسامع رئيس الجامعة زهير شكر، وعدد من عمداء الكليات. وبالتزامن مع كلمة الهيئة الطالبية في كلية الآداب ـــــ الفرع الثاني، التي ألقاها جوني معلولي، من التيار الوطني الحر، بدأت شاشة العرض خلف المنبر تبث صوراً للحركة الطالبية، يعود معظمها إلى الفترة التي سبقت الحرب الأهلية. وفي موازاة العرض المتواصل، لصور الزمن الطالبي الجميل، كرر معلولي المطالب الآنية نفسها تقريباً: الموازنة، المباني، المكتبات. الجديد هو تنبه الطلاب إلى وجوب إنشاء الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية. في تلك الأثناء، ظهرت صورة لكلية الحقوق في الجامعة اللبنانية تحرسها دبابة، تعود إلى فترة الستينيات. تلتها صورة باص قديم، يشبه بوسطة عين الرمانة، لكنه كان ينقل طلاباً إلى اعتصام في ساحة النجمة آنذاك. يتضح الأمر في الصورة اللاحقة، إذ يقفز إلى الواجهة مشهد، يسيّج فيها العسكر الطلاب ويافطاتهم. توقّف العرض فجأة، وجمدت الشاشة عند شعار «جامعة تبني وطن»، وهو الشعار الذي تبنّته مجالس الفروع المنظّمة للقاء. يتكامل الشعار مع سابقه الذي استخدمته المعارضة السابقة «مقاومة تحمي وطن».
وفي الحديث عن المقاومة والسياسة، رأى الطالب جعفر شعبان، من الفرع الرابع، أن يوم الجامعة اللبنانية هو «يوم الممانعة». استدرك عائداً إلى الهموم الأكاديمية، ولم يطل كثيراً في كلمته، فاسحاً المجال أمام الطالب أيمن شحادة، مندوب الهيئة الطالبية في كلية الحقوق ـــــ الفرع الأول. حظي شحادة بتصفيق حاد، وحصلت همروجة في القاعة. انطلق ممثل حركة أمل في الجامعة من الانتخابات الطالبية، مطالباً بعودتها. وكان شحادة كلما أطلق موقفاً، يحظى بضجة كبيرة بين الحضور. بدا محبوباً جداً من زملائه الطلاب، الذين «هيّصوا» له خلال إلقائه كلمته، التي ختمها بحماسة: «ولله رجالٌ إذا أرادوا أراد». اضطر شحادة، بعد انتهائه، إلى مغادرة مقعده، والتوجه إلى زملائه في الحقوق، طالباً منهم عدم التهكم على كلمة زميلهم باسل أبو العز، ممثل الهيئات الطالبية في عاليه، من الحزب التقدمي الاشتراكي. نجح في مهمته قليلاً، وتتابعت كلمات ممثل كلية العلوم في النبطية، والمناضل إميل شاهين، الذي دعا الطلاب إلى إنشاء اتحادهم الطالبي بأنفسهم، وانتزاع مطالبهم بوحدتهم، ناصحاً إياهم بالابتعاد عن السياسة. توجه شاهين إلى ورثته بالقول: «مشكلة العمل الطالبي أنه مسيّس ولا يمتّ إلى الجامعة اللبنانية بصلة». ثم استدرك: «عفواً، كتبت هذا قبل أن أسمعكم اليوم». لم يبدُ مقتنعاً بأن فصل الشؤون الطالبية عن السياسة قد أنجز فعلاً في الجامعة الوطنية.


بالونات احتفالاً بالمناسبة

ختم رئيس الجامعة اللبنانية، زهير شكر، فعاليات يوم الجامعة اللبنانية أمس، فألقى كلمة لمناسبة الذكرى 58 لتأسيس الجامعة، ذكر فيها أن أول شخص استخدم مصطلح الجامعة اللبنانية، كان الراحل حميد فرنجية عام 1948 من قصر الأونيسكو.
لمس شكر «حساً عالياً بالمسؤولية عند الطلاب»، داعياً إلى السعي لبناء اتحادهم الطالبي. وفي سياق منفصل، شهدت المناطق اللبنانية احتفالات عدّة لمناسبة يوم الجامعة اللبنانية، حيث أحيا طلاب الفرع الخامس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في صيدا (خالد الغربي) هذا اليوم، ونظّموا لقاءً في ملعب الكلية، شارك فيه عدد من أساتذة الكلية وحشد من الطلاب، الذين حملوا ملصقات عن الجامعة اللبنانية ودورها، قبل أن يطلقوا البالونات في السماء.