استطلع ثمانية طلاب آراء زملائهم حول فنانيهم المفضّلين. هؤلاء رشحوا أسماء تكفي لتكوين فكرة عن التوجه الطاغي على الذائقة الفنيّة للطلاب
رنا حايك
نانسي وأليسا، نجوى كرم وباسكال مشعلاني، وائل كفوري وراغب علامة وعاصي الحلاني، هيفا وهبي ونيكول سابا. يتنافس هؤلاء الفنانون وآخرون من الوجوه الفنية والإعلامية على عرش الصدارة لدى طلاب لبنان. فحين استُطلع رأي الطلاب في مختلف الجامعات وطُلب منهم ترشيح فنانيهم وممثليهم المفضلين، اتضح مدى تأثّر هذه الفئة بما تتلقفه من الشاشات، واعتناقها له، بعيداً من أي جهد شخصي في اكتشاف فنانين يقنّنون ظهورهم الإعلامي، بينما يتمتعون بمواهب عالية. لم يرشّح أحد من الطلاب وجهاً لم يظهر على قنوات «الفيديو كليب». رحبوا بالاستطلاع، ومن تهرب منه، فقد تهرب لأنه «عندي امتحان» أو «ما إلي جلادة». أما من أجابوا، فقد «تفاوتت نسبة تعاونهم بحسب الجامعة التي ينتمون إليها»، فبينما «كانوا كتير مريحين بالجامعة اللبنانية» كما يجمع أصحاب المشروع، «عذبونا شوي بالجامعة الأميركية لإنو ما حدا بيسمع عربي هونيك». وفي الحالتين، لم يرشّح أحد فنانة ملتزمة مثل سمية بعلبكي، أو شاباً مثل زياد سحاب.
«تربّينا على جمل من قبيل الفنانين العمالقة القدامى. هدفنا اليوم أن نقول إن الساحة الفنية لا تزال تحوي مواهب»، يقول يوسف خيزران، الذي اشترك مع سبعة من زملائه في مقرر «العلاقات العامة» على إطلاق مشروع «STUDENT CELEBRITY AWARDS» أي الجوائز الطالبية للمشاهير. ورغم أن الفنانين الموهوبين الذين قصدهم خيزران «لم يتم ترشيحهم من قبل الطلاب لقلة إنتاجهم»، كما يقول، إلا أن الأسماء التي طرحها الطلاب في المرحلة الأولى من الترشيح، وهي خمسة أسماء عن كل فئة فنية يطرحها كل طالب، لم تفاجئ أصحاب المشروع الذين يحبون النجوم ويعتبرون أنهم «يستحقون التقدير والتكريم لأنهم يمثلوننا خير تمثيل في الخارج، ولأنهم يفرحوننا ويمتعوننا»، يقول خيزران، و«كونهم الحديث الشاغل للناس. فالمجتمع يهتم كثيراً بمتابعة أخبارهم» كما تقول ميرنا بيضون، زميلته. سبب آخر غير اهتمام الناس، أدى إلى اختيار الفنانين وليس العلماء مثلاً موضوعاً للمشروع، «لأنه نطاق اهتمامنا نحن أيضاً، ودراستنا ويهمنا فعلاً أن نعرف مَن مِن

اللبنانية كانت متعاونة، عكس الأميركية التي لا يستمع طلابها إلى أغانٍ عربية

الفنانين لديه الشعبية الأكبر»، تقول ليان دويك. فطلاب مقرّر «العلاقات العامة» أنجزوا فرضهم بما يتسق مع اهتماماتهم، ومع السائد، ومع المكرّس، وليس بما يتسق مع روح المادة التي تلقن الطالب كيف يواجه محيطه بفكرة جديدة ويقنعه بها.
أمس، اختتمت المرحلة الأولى من المشروع، التي شملت ملء «1000 استمارة يتطلب ملء كل 50 منها زهاء 3 ساعات من الوقت»، كما تشرح ربى جعفر، الطالبة التي تتولى التنسيق الإعلامي للمشروع. في تلك الاستمارة، رشح كل طالب، استُطلع رأيه، 5 أسماء عن كل فئة من الفئات الآتية: أفضل مغنّ لعام 2009، أفضل مغني(ة) منذ التسعينيات حتى اليوم، أفضل فنانة استعراضية، أفضل فنان(ة) جديد(ة)، أفضل «كليب» أغنية وألبوم في 2009، أفضل ممثل(ة) في مسلسلات، وفي المسرح، أفضل مذيع(ة) تلفزيون، أفضل مصمم أزياء. وبينما تم إحصاء الأسماء وإعلان أول ثلاثة منها حظيت على أعلى أصوات في كل فئة يوم أمس، ينوي المنظمون إخضاعها للتصويت مجدداً، هذه المرة في 6000 استمارة، تملأ في مختلف الجامعات، ليتم إعلان الفائزين في حفل يقام خلال شهر كانون الثاني المقبل ويحدد موعده لاحقاً.