محمد نزال«أتصل بكم لأودعكم، فالسلطات السعودية قررت إعدامي بقطع الرأس يوم السبت. اهتمّوا بأمّكم جيداً». كلمات نعى بها اللبناني علي حسين سباط نفسه، في اتصال هاتفي أجراه مع عائلته في لبنان من داخل زنزانته السعودية يوم الخميس الفائت. سباط الذي أوقف في السعودية، منذ نحو سنتين، بتهمة «الشعوذة» على فضائية عربية، حُكم عليه بالإعدام منذ نحو شهر. فعقدت عائلته مؤتمراً صحافياً، ناشدت فيه رئيس الجمهورية والمسؤولين التدخل لمنع تنفيذ الحكم «لأنه لا يستحق العقوبة القاسية جداً»، باعتبار أنه كان يطلّ على الإعلام من داخل الأراضي اللبنانية، والقوانين اللبنانية لا تنصّ على معاقبة من يعمل في «التنجيم»، بحسب ما صرّحت وكيلته مي الخنسا لـ«الأخبار». إذاً، جاء الاتصال الأخير، فاعتصم أفراد عائلته أمام السرايا الحكومية في بيروت، وطالبوا رئيس الحكومة سعد الحريري بالتدخل لدى السعودية لوقف التنفيذ.
مرّت خمسة أيام ولم ينفذ الحكم، كما لم يصدر عن السعودية ما يشير إلى تعليق الحكم أو إرجائه. عائلة سباط أشارت إلى تجاوب الحريري، لافتة إلى اهتمامه الشخصي بها. يقول خالد، نجل المحكوم عليه: «إن الشيخ عبد الأمير قبلان اتصل بالشيخ سعد وطلب المساعدة في قضيتنا». ويضيف خالد «وعده الأخير خيراً، فالمسألة قد حُلّت». ويستنكر الشاب رفض السعودية تسليم والده إلى القضاء اللبناني، مذكراً بأن هناك 3 سعوديين متهمين بالقيام بأعمال إرهابية على الأراضي اللبنانية «سوف تتسلّمهم السعودية ليحاكموا على أراضيها».
من جهة أخرى، تتحدث الخنسا عن «خديعة» تعرّض لها سباط على الأراضي السعودية، فبعدما سافر لأداء مناسك العمرة، عرف رجال «المطاوعة» بأمره، ومنهم شيخ يدعى عبد الرحمن، الذي اتصل بسباط وأخبره بأن زوج شقيقته قد تزوّج من أخرى مصرية، طالباً منه «المساعدة» حتى لا تصبح شقيقته مطلّقة. توجّه سباط إلى عبد الرحمن، لكنه فوجئ برجال الشرطة الذين ألقوا القبض عليه. تشرح المحامية الخنسا هذه القصة «المكيدة» وتؤكد أنه لا دليل على ممارسة موكّلها «السحر أو الشعوذة أو قراءة الطالع وما إلى ذلك»، في السعودية.
وفي سياق متصل، دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المحكمة السعودية الى إلغاء حكم الإعدام الصادر بحق أحد «السحرة»، والتوقف عن إطلاق الاتهامات بممارسة السحر، باعتبار أن تعريفه «ما زال مبهماً». وأوضحت المنظمة في بيان لها أن الحُكم

تعرّض سباط لخديعة في السعودية حسب قول موكّلته

على سباط سببه «تنبّؤات أدلى بها إلى التلفزيون اللبناني». وطلبت المنظمة من مسؤول في وزارة العدل السعودية توضيح تعريف «جريمة السحر» في السعودية والأدلة التي تثبت هذه الجريمة، فرد المسؤول معترفاً بعدم وجود تعريف قانوني. من جهته، أشار الناشط في المنظمة، نديم حوري، إلى أن سباط «متهم بارتكاب أعمال سحر وشعوذة»، ورأى حوري أن السلطات السعودية تحاكم سباط على جرم غير ملموس. شهدت السنوات الأخيرة رواجاً للبرامج التي تستضيف أشخاصاً يدّعون معرفتهم بأحداث سوف تحصل خلال العام. وينشط هؤلاء المنجمون في لبنان لأن القوانين اللبنانية لا تمنع هذه الممارسات، غير أن عدداً من القانونيين يشيرون إلى إمكان ملاحقة هؤلاء إذا ما ثبت وجود «احتيال أو غش».