طرابلس ــ عبد الكافي الصمدلا شك في أن خبر دعم المازوت الأحمر، الذي اتّخذه أمس مجلس الوزراء في جلسته الأولى، سيكون له وقع خاص هنا في محلة باب الرمل الشعبيّة. فالمنطقة التي كان مشهد الدخان الأسود الكثيف والقاتم ينبعث من مداخن بعض بيوتها بسبب استخدام أصحابها الفقراء للتدفئة زيت السيّارات المستعمل مخلوطاً بالمازوت، يبدو أنه بإمكانها أن تتحول عن هذه الطريقة الكارثية على الصحة والبيئة. ويوضح القاطن هنا، جميل مقصود، أن بعض الذين لجأوا إلى هذا الأسلوب سابقاً أخبروه أن زيت السيارات المستعمل «يصبح لزجاً بعد خلطه، ويشتعل ببطء أكثر من المازوت، وهو أرخص ثمناً منه، إذ كانوا يشترون «تنكة» الزيت المستعمل بنحو 10 آلاف ليرة، وأحياناً أقل، حسب مدى رداءة الزيت»، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر صفحة المازوت العام الماضي إلى أكثر من 35 ألف ليرة «مثّل الدافع الرئيسي حينذاك لكثير من المواطنين الفقراء للبحث عن بديل آخر للتدفئة، إذ لا قدرة مالية لديهم على التدفئة على الغاز، عدا أنهم يعدّون التدفئة على الكهرباء أو «الشوفاج» ترفاً ليسوا من أصحابه». غير أن ماهر كنج من محلّة باب التبانة يحدّد سببين لتراجع استخدام المواطنين هذا النوع من التدفئة هذه السنة: الأول الضرر البيئي والصحي الكبير الذي ألحقه «الوقود الجديد» بمن يستخدمونه، إضافةً إلى الجيران. ما مثّل ضغطاً عليهم دفعهم إلى الاستغناء عنه بعد شكاوى عديدة وصلت بسببه؛ والسبب الثاني هو انخفاض سعر صفيحة المازوت هذا العام، متوقعاً أن يزداد لجوء الناس إلى هذه المادة بعد قرار مجلس الوزراء دعم الصفيحة بثلاثة آلاف ليرة على ألّا تتجاوز 18 ألف ليرة.
وأشار كنج إلى أن أصحاب محالّ تغيير زيوت المحركات «يبيعون هذه المادة لزبائن يستخدمونها في أغراض أخرى»، كاشفاً أن من يشترونها «يخلطونها بنشارة الخشب بعد تعبئتها بأكياس نايلون بحجم كيلو غرام واحد أو أكثر بقليل، كي تصبح قابلة للاشتعال بطريقة أفضل لاستخدامها في البيوت لتسخين المياه في القازانات القديمة أو ما شابه». وعبّر عن تخوّفه من «عودة بعض الناس إلى استخدام الزيت المحروق في «الصوبيات» في الأيام المقبلة، إذا اشتدّ البرد أكثر، أو ارتفع سعر المازوت أعلى بكثير مما أعلن مجلس الوزراء استعداده لدعمه».