قاسم س. قاسمكما تكبر أي طفلة في عام، كبرت صفحة مخيمات فأصبحت صفحتين ملونتين «مزوزقتين». كان لا بد من احتفال، بعد مرور عام و«طبشة»، فجاءت المبادرة من خارج البيت، من حركة حماس التي قررت تكريم فريق العمل «لجهودكم واهتمامكم بقضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان» كما نقش على الدروع التكريمية التي وزعت على المكرمين في مخيم مار الياس في احتفال خاص الأسبوع الماضي.
في قاعة الأقصى كان اللقاء بالمسؤول السياسي للحركة رأفت مرّة. يقترح مرّة الانتظار قليلاً حتى يكتمل النصاب بالمدعوين من كل الفصائل. تنسحب مع زملائك المدخنين للخارج. هناك، ترى أعلام تحالف القوى الفلسطينية محاذية لأعلام فصائل منظمة التحرير. حتى صور شهداء الطرفين تجاورت، فالموت لا يفرّق بين فتح أو حماس. لحظات ويكتمل النصاب بحضور مدير بيروت في الأونروا محمد خالد ومدير مخيم برج البراجنة بهاء حسون. حضور خالد «إجا من السما»، لمسؤولي الفصائل واللجان الشعبية الذين بدأوا «التنغيم» على سياسة الأونروا، وهو ما رد عليه خالد مدافعاً ولكن مع ابتسامة دبلوماسية.
غاب عن التكريم الزملاء في غزة والجليل الأعلى والأردن
يبدأ مرّة الحفل بكلمة «شكر لتخصيص جريدة لبنانية صفحتين لمشاكل الفلسطينيين الاجتماعية». معرباً عن عدم تفريق حماس بين أهل المخيمات، واستعدادهم للتعاون مع «الجميع لما فيه خير أهلنا». ثم كانت كلمة لـ«الأخبار» ردت بشكر المبادرة وطلب «تسهيل عمل مراسلي الصفحات في المخيمات بعيداً عن الحساسيات». بعد توزيع دروع تكريمية على الفريق الذي غاب عنه الزملاء: أنهار حجازي من الجليل الأعلى وحنين عطا الله ومعاذ عابد من مخيمات الأردن وأسماء شاكر من غزة، حيث إن غزة محاصرة، من جانب العدو الإسرائيلي والشقيق المصري الذي بدأ ببناء جدار فصل «أخوي»، قدم مرّة لوحة حاكتها باسم الأخبار، أصابع بنات مخيم البارد معتذراً عن «تكبير اسم حماس مع أنه مجرد توقيع» بسبب «مشكلة التنسيق تلفونياً» كما قال ضاحكاً.
ثم بدأ نقاش تحول إلى نوع من أجندة أفكار للصحافيين الحاضرين، بعشرات المواضيع. وعرض الزميل ياسر العلي رئيس تحرير مجلة «العودة» موضوع تدني مستوى الدراسة في الأونروا، طارحاً إحصائيات بأعداد المتسربين والراسبين في مدارس الوكالة. بينما تحدث أبو وليد العينين مسؤول اللجنة الشعبية وتحالف القوى في مخيم برج البراجنة، عمّا أسماه «الفساد الذي كان منتشراً في بعض مؤسسات الأونروا»، و«بيع الطحين وهو بالسفن بالبحر». يرد خالد مدافعاً عن الوكالة و«الشفافية التي تتبعها»، داعياً لحضور جلسات تقيمها الأونروا للتواصل مع أهل المخيمات. وهو أمر سيكون لصفحات «مخيمات» عودة إليه.