رنا حايكبعدما سبق لهم أن رمموا مستوصفاً في مرجعيون، ينطلق أعضاء نادي المساعدة الاجتماعية في جامعة هايكازيان نحو عكار يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري، يرافقهم زملاء من نواد أخرى، حاملين معهم أكياس النوم ودفايات وبعض الألوان. هناك، في مدرسة ببنين الرسمية للبنات، حيث «السقف بينشّ والدهان مقشّر، والطبقة اللي لتلميذين بيقعد عليها أربعة»، كما تشرح ديما متّى، الطالبة في السنة الرابعة أدب إنكليزي، سيقيمون لمدة ثلاثة أيام، الوقت اللازم لتأهيلها.
فقد نجح النادي في جمع مبلغ يقارب 5000$ اقتطع بعضه من الميزانية التي ترصدها إدارة الجامعة له، وأضيفت إليه مساهمات من شركات وافقت على رعاية المبادرة. أما العمال، فلم ترصد لهم أي ميزانية، لأن الطلاب سيعملون بأياديهم بعدما اكتسبوا خبرة في الترميم والدهان جرّاء نشاطاتهم المتكررة في هذا المجال، ولأنهم فضلوا أن «تكون المبادرة طالبية بحتة» كما تقول ديما، التي تعتبر أعمال التطوع ضرورة حيوية للشباب اللبناني «لأننا في بلد تكثر فيه الاصطفافات الطائفية والحزبية والاضطرابات السياسية والاجتماعية»، كما تقول، مضيفة «كتير مهم إنو الشباب يعمروا بلدن ومجتمعن بإيدين تيصيروا يفكروا 100 مرة قبل ما يخربوا اللي تعمّر».
هذا في المطلق، أما تزامن موسم الأعياد مع الترميم، فليس صدفة، بل هو مقصود لأنه «من المهم أن نتذكر في موسم العطاء من لا يتمتعون برفاهية العيش التي نتمتع بها وأن نساعدهم» كما تقول زميلة ديما في النادي، دنيا كريّم.