البقاع ــ أسامة القادريإنها تمطر. لكنّ مياه الشفة لا تزال مقطوعة منذ 10 أيام، بُعيد العاصفة الأخيرة. هكذا، تقف «السيترنات» لتملأ الخزانات فيما يتلطّى العمال تحت معاطفهم البلاستيكية. المشهد الساخر يبرز في بلدة مكسة، في البقاع الأوسط، التي لم تفلح كل أعمال الصيانة في إعادة المياه إلى مجاريها. وخصوصاً تلك التي أجرتها مصلحة مياه البقاع لجهة تغيير «تابلو كهرباء» المضخّة الرئيسة، التي تسحب المياه من بئر ارتوازية في خراج جديتا إلى خزان البلدة.
دقّق أهالي البلدة في أسباب المشكلة، فتبين أنّ انقطاع المياه ناتج من حدوث كسر كبير في القسطل الرئيسي للبلدة، ما يمنع وصول المياه إلى الخزان، فتذهب هدراً بينه وبين البئر. وهنا، يرجّح رئيس البلدية، خليل الميس، أن يكون قد حصل ذلك عندما كلّف عمال بلديتَي مكسة وجديتا إجراء أعمال الحفر، لتوسيع أقنية تصريف مياه الشتاء بُعيد العاصفة وتكوّن السيول. لكن العمال لم يفصحوا عن ذلك في حينه. ومع هذا يشير الميس إلى أن البلدية تعمل حالياً على إصلاح القسطل، «لكن ما قد يؤخر عودة المياه، هو عدم توافر قسطل من الـ«فونت» قطره 5 إنشات»، لدى أيّ من الشركات أو المتعهدين!. لذا فهو يأمل أن تحل المشكلة بعد عطلة الأعياد. لكن ماذا عن مشكلة انقطاع المياه عن سكان حي الجهة الغربية الشمالية من البلدة، منذ أكثر من خمسة عشر يوماً، وخصوصاً أنّ هذا الحي لا يتغذى من خط «جديتا»، كما هي حال الأحياء الأخرى، بل من خط المريجات؟
يلفت الميس إلى أنّ إصلاح العطل في الحي الغربي سيأتي بعد توفير المياه لباقي الأحياء. وفي انتظار الانتهاء من الإصلاحات التي تقوم بها البلدية، يستغرب أهالي مكسة ما تتعرض له البلدة بين الحين والآخر من انقطاع لمياه الشفة، رغم الفيضانات والسيول التي أحدثتها الأمطار الغزيرة، وكثافة المتساقطات، التي وصلت

انقطاع المياه ناتج من كسر في القسطل الرئيسي للبلدة

إلى نحو 500 ملم، في الأيام الماضية. وفي هذا الإطار، يقول لؤي الكستي من بلدة مكسة: «منفهم إنو تنقطع المي بأيام الشح بالصيف، بس اللي مش عم نقدر نفهمه إنو نشتري المي هلق وهيي غمرت كل الطرقات». ينتقد الرجل طريقة عمل مصلحة مياه البقاع، التي لم تهتدِ إلى أسباب العطل إلّا بعد فترة تجاوزت أسبوعاً، ليتبيّن في ما بعد أنّ تخميناتها لم تكن في محلها، ما رتب تكاليف إضافية «على خزينة الدولة وعلى جيوبنا»، ناتجة من تأخير الإصلاحات.
وتتمنّى سلام النجار أن يُصلَح العطل، وتعود المياه إلى «حنفية» منزلها، في أسرع وقت ممكن، حتى لا تتكبّد أعباءً إضافية، في ظل هذا الواقع الاقتصادي السيّئ عليها وعلى الكثيرين من أبناء بلدتها. تقول: «بعد ناقصنا نشتري المي، كأنه ما بكفينا همّ المازوت والأقساط المدرسية». أما زياد النجار، فيرجّح هو أيضاً أن تكون أسباب انقطاع المياه منذ أسبوعين في الحي الغربي حيث يقطن، إلى عطل في أحد القساطل الأساسية التي تغذّي حيهم. ويؤكّد النجّار أن لا بديل لديهم سوى شراء «صهاريج» مياه الشرب والاستخدام على حد سواء، باعتبار أنّ مياه عين البلدة ملوثة بنسبة عالية أيضاً.