رضوان مرتضىاتفق عدد من الأصدقاء على حضور فيلم سينما. انطلق قسم منهم بسيارة، فيما انتظر كمال ومارسيل (اسمان مستعاران) سيارة أجرة على الأوتوستراد، لينتقلا بواسطتها. صادف مرور سيارة عمومية يقودها إلياس ع. فاستوقفاه لنقلهما. في الطريق، خطرت لديهما فكرة سلب السيارة للتنقّل بها. فشهر مارسيل مسدساً حربياً بوجه السائق، وتظاهر كمال بشهر مسدس آخر من الخلف. أرغما السائق على الترجل من السيارة. أجلساه على المقعد الخلفي، وجلس كمال بجانبه، فيما تولى مارسيل قيادة السيارة. خلال الطريق سلبا السائق ما يحمل من نقود، قبل أن يتابع مارسيل قيادة السيارة، ثم دخل بها في طريق فرعية. عصب كمال عيني السائق، وتعاون الاثنان على تكبيل يديه ورجليه، أنزلاه في محلة حرجية. ثم انطلق المشتبه فيهما ليلحقا بصديقَيهما إلى برمّانا.
شاع خبر السلب، فتصدّى رجال الدرك للسالبين. جرى تبادل لإطلاق النار، فأصيب مارسيل في يده اليمنى. ألقي القبض على المتهمين كمال ومارسيل وضُبط المسدس الذي كان بحوزة الأخير.
بدأت التحقيقات، فتبيّن أنّ مارسيل يعمل أستاذاً في مدرسة رسمية، وهو ربّ عائلة مؤلفة من ثلاثة أولاد. اعترف الأستاذ بما أسند إليه، وأقر باشتراكه مع آخرين في عملية السلب، ذاكراً أنه كان يحمل مسدساً حربيّاً يعود إلى شريكه.
ترافع ممثل النيابة العامة طالباً تطبيق موادّ قرار الاتهام، وترافع وكيل المتهم وطلب منح موكله أوسع الأسباب المخفّفة، مع وقف تنفيذ العقوبة، نظراً إلى كون موكّله أستاذاً في التعليم الرسمي، وربّ عائلة مؤلفة من زوجة وثلاثة أولاد. أعطي الكلام الأخير للمتهم فطلب الشفقة.
حكمت محكمة الجنايات في جبل لبنان بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بحق المتهم مارسيل لمدة ثلاث سنوات، ثمّ تقرّر تخفيفها سنداً إلى المادة 253 من قانون العقوبات إلى سنة واحدة. ومن ثم قررت المحكمة خفضها، عملاً بالبند الثالث من المادة الرابعة من قانون العفو، إلى الحبس لمدة ستة أشهر، على أن تُحتسب له مدة توقيفه، ومُنح وقف تنفيذ المدة الباقية من العقوبة سنداً إلى المادة 169 من قانون العقوبات، وإطلاق سراحه فوراً إذا لم يكن موقوفاً لداع آخر.