محمد نزالعند الثانية من فجر أمس، كان الموظف في شركة «ويسترن يونيون» علي. ف (19 عاماً) يمارس عمله في تحويل الأموال بين بلد وآخر. كان الهدوء يعمّ المكان، وفجأة دخل عليه أشخاص (يجهل عددهم)، يضعون على رؤوسهم أقنعة سوداء، ويحملون بأيدهم مسدسات حربية. وتماماً كما يحصل في أفلام السطو على البنوك، شهر أحدهم المسدس في وجه الشاب، وهدده بالقتل إن لم ينصع للأوامر. كبّلوا يديه ورجليه، وكمّوا فمه بلاصق. تقدم أحدهم بهدوء وأخذ من الصندوق مبلغ 7000 دولار أميركي. خرجوا من الباب من دون إحداث ضجيج، وفروّا إلى جهة مجهولة.
أثار الحادث في البداية حفيظة البعض، لكون المحل الذي تعرض للسرقة يقع في منطقة حارة حريك، وعلى بعد نحو 100 متر من مكان الانفجار الذي وقع مساء السبت الفائت، في أحد المراكز التابعة لحركة «حماس». لكن مسؤولاً أمنياً أكد لـ«الأخبار» أن المعطيات كلها تشير إلى أن الحادث جنائي، ولا يحمل أي طابع آخر. ولفت المسؤول إلى أن القوى الأمنية حصلت على الفيديو الذي سجلته الكاميرات الموضوعة في المحل، والذي يبدو منه أن الحادث عبارة عن «عملية سرقة منظمة»، وخاصة أنه بعد فرار المجموعة المسلحة، نزل شخص من المبنى المقابل ودخل إلى المحل، وعمل على فك «أصفاد البلاستيك» التي كُبل بها الموظف. لكن المسؤول الأمني يشير إلى أن التحقيق لم ينته بعد، وإنما المعطيات المتوافرة تشير إلى أن العملية منسقة بين المقتحمين والشخص الذي جاء لفك قيود الموظف، وهو بالمناسبة «صديق له».

أطلق النار على طاولة صندوق المحل وأخذ ما فيه من مال

أعطى علي. ف المواصفات التي تمكّن من مشاهدتها للقوى الأمنية، فبدأت عمليات بحث وتحرّ لمعرفة الفاعلين، كما عمّمت الأمر على كل الدوريات والحواجز.
لم تكن عملية السرقة في حارة حريك هي الوحيدة التي حصلت أمس، إذ يبدو أن أفراد عصابات السلب والسرقة قد نشطوا في الأيام الأخيرة، لجمع ما أمكن من أموال لقضاء سهرة «فاخرة» في سهرة رأس السنة، على حد تعبير أحد المتابعين.
حادثة «هوليودية» أخرى، حصلت أول من أمس، في منطقة الدكوانة. دخل شخص إلى سوبر ماركت «المختار» وبيده مسدس حربي. ومن دون أن يقول «هذه عملية سطو» أطلق النار مباشرة على طاولة صندوق المحل. أخذ ما في الصندوق من مال، ثم استدار إلى الزبون مخايل. ر. وسلبه مبلغ 300 ألف ليرة. نظر إلى وجوه المتبضّعين، فوقع خياره على المواطن بطرس. ع. فسلبه محفظته التي لم يكن فيها من المال سوى 60 ألف ليرة. شعر بأن الوقت بدأ بالنفاد، ففرّ مسرعاً إلى الخارج وركب بسيارة نوع «بي أم» لون أحمر، وفرّ إلى جهة مجهولة.