طرابلس ـــ فريد بو فرنسيسهي المرّة الثالثة التي تحضن فيها مؤسسة «أديان» مئات اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب حول طاولتها. اللافت هذه المرّة، كان المشاركة الفعّالة لممثّلي رؤساء الطوائف والفاعليات الدينية والاجتماعية من لبنان والمهجر، إضافة إلى مشاركة وفدٍ مسلمٍ ومسيحي من المغرب وإسبانيا وفرنسا. ويضم الوفد مستشار الفاتيكان لحوار الأديان المونسنيور جان مارك أفلين. وقد اختارت مؤسسة أديان، وهي مؤسسة لبنانية للدراسات الدينية والتضامن الروحي، مدينة طرابلس لعقد هذا اللقاء تحت عنوان «إخوة معاً أمام الله». لماذا هذا العنوان؟ يشير رئيس مؤسسة أديان، الأب فادي ضو إلى «أنه لتأكيد القيمة الروحية المشتركة بين المؤمنين، مسلمين ومسيحيين، ولحثّهم على التزامها تجنّباً للمواقف العدائيّة أو الرافضة للآخر». يضيف ضو: «إننا نعبّر في هذا اللقاء عن وحدتنا في الأخوة وتضامننا أمام خالقنا». أما مفتي طرابلس والشمال، الدكتور مالك الشعار، فقد أمل «أن لا ينتهي هذا اللقاء بتصريحاتٍ إعلامية فقط»، مشيراً إلى «أن حوار الأديان هو السبيل الوحيدة للتقارب وتحقيق الأخوة الإنسانية التي تجعلنا جميعاً عباد الله تعالى». ابتعد المطران جورج بوجوده عن الحديث بالعموميات، متطرّقاً إلى تفسير كلمة أخ في الكتاب المقدّس «التي تعني أولئك الذين وُلدوا من رحم واحدة، والذين هم أبناء عائلة واحدة، أو أولئك الذين ينتمون إلى قبيلة واحدة وشعب واحد».
وجاء البيان الختامي للقاء ليدعو بوضوح إلى «التشارك والتعاون بين المذاهب والطوائف، بحيث يستمد أفراد كل طائفة طاقتهم من الطبيعة الإنسانية التي تجمعهم، وليعرفوا من الانتماء إلى الرسالات السماوية التي يرتبطون بها أنهم مشتركون في حراسة القيم الإنسانية والفضائل البشرية».
لن يكون لقاء الأديان مجرّد حدثٍ طارئ، فقد أعلنت المؤسسة أن هذه المحطّة التي «نجمع فيها المؤمنين ستصبح محطة سنوية مرتقبة، نعلن من خلالها اقتناعنا بأهمية المساحة المشتركة التي تجمع بين المؤمنين بالله والرسالات السماوية». وأكثر من ذلك، أعلن ضو أنها «ستؤسس لتجانس منشأُه البعد الروحي في ما بيننا، لندعو إخوتنا اللبنانيين إلى مشاركتنا إياه على أساس صحيح بمنأى عن كل أشكال المساومة أو المسايرة».