strong>لا يبدو أن إيران واثقة تماماً من اتفاقها مع الغرب بشأن تسليم اليورانيوم لرفع نسبة تخصيبه. فالتردد لا يزال سيد المواقف التي تصدر من طهران منذ محادثات فييناشبّه الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، «أعداء إيران» الغربيين بالبعوض، مؤكداً أن بلاده تفاوض الدول الست بشأن برنامجها النووي، من موقع قوة، في إشارة إلى المحادثات التي أدّت إلى مسوّدة اتفاق بين الغرب وطهران تقضي بإرسال اليورانيوم الإيراني إلى الخارج لرفع نسبة تخصيبه. ونقل موقع الحكومة الإيرانية على الإنترنت عن نجاد قوله، أول من أمس، في مدينة مشهد (شرق)، «فيما كان الأعداء يستخدمون كل قدراتهم، صمدت الأمة الإيرانية بقوة، فيما هم (باتوا) مثل البعوض».
وأضاف نجاد «الحكومة الإيرانية لا تثق بهذه المحادثات. لكن الوقائع تملي عليهم (الغربيين) أن يتفاعلوا مع الأمة الإيرانية». وقال «آمل أن تستمر المفاوضات وألّا تؤثر عليها العناصر الشيطانية، لأن النظام الصهيوني غير راض عنها، شأنه في ذلك شأن الدول المهيمنة».
من جهته، رفض رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، الاقتراح الخاص بتسليم اليورانيوم، قائلاً «لا ضمانات بأنهم سيعطوننا الوقود المخصّب بنسبة 20 في المئة مقابل اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي سلّمناه». بدوره، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن، النائب كاظم جلالي، أن طلب تسليم اليورانيوم للغرب «مرفوض تماماً». إلّا أن السفير الروسي لدى طهران، ألكسندر سادوفنيكوف، أعلن أن مسوّدة الاتفاق هي «في مصلحة إيران»، معتبراً في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أن «هذا الاتفاق ليس خدعة لسحب اليورانيوم المخفض التخصيب من بين يدي إيران». أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فأعرب، في مقابلة نشرتها صحيفة «كاثيميريني» اليونانية أمس، عن الأمل في أن «تغتنم إيران الفرصة» وتقبل بمشروع الاتفاق الدولي بشأن اليورانيوم.
طهران تعتزم فتح حسابات مصرفية لستة وثلاثين مليون شخص لتعويض «رفع الدعم»
من جهته، انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العقوبات المفروضة على طهران. ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عنه قوله «أعتقد أن من يتخذون هذا الموقف ومن يريدون هذه العقوبات التي تنمّ عن غطرسة ينبغي لهم أوّلاً التخلّي عن هذه الأسلحة (النووية). نحن نشترك في هذا الرأي مع أصدقائنا وإخواننا الإيرانيين».
في المقابل، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن إيران عليها أن تقبل الاتفاق المعروض، لأن «الصبر له حدود في نهاية المطاف، وحان الوقت كي تنفّذ إيران تعهداتها ومسؤولياتها أمام المجتمع الدولي، وقبول الاتفاق سيكون بداية طيبة».
وفي السياق، نفت مصادر مقرّبة من وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، وجود أي خلاف بين الأخير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الاقتراح الدولي لتخصيب اليورانيوم الإيراني خارج إيران.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر قولها إن إسرائيل ستعرض موقفاً موحّداً على الرئيس الأميركي باراك أوباما، خلال اجتماعه المرتقب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد 10 أيام في واشنطن.
في الشأن الداخلي، قال رئيس حزب «درب الأمل الأخضر» المعارض، مير حسين موسوي، في الذكرى السنوية الثلاثين لاستيلاء عدد من الطلبة الإيرانيين على السفارة الأميركية في 4 تشرين الثاني، الموافق لـ«الثالث عشر من أبان، هو موعد لنتذكر من جديد أن الناس الذين هم الزعماء، بيننا». وأضاف «طريقنا الأخضر هو طريق عقلاني ويحمل أنباءً سارة، لأنه يثبت أننا سنبقى ثابتين على مطالبنا».
لكنّ بعض المواقع الإصلاحية طالبت الناس بالتجمع خارج مبنى السفارة الروسية بدلاً من السفارة الأميركية، في احتجاج واضح على اعتراف موسكو السريع بفوز نجاد في الانتخابات الأخيرة. وأمر مسؤولو الأمن الإيرانيون المعارضة بعدم تنظيم تظاهرات في هذا اليوم.
في هذه الأثناء، أفرجت السلطات الإيرانية بكفالة عن عمدة طهران الأسبق، مرتضى الويري، الذي يعمل مستشاراً لأمين حزب «اعتماد مللي» المعارض، الشيخ مهدي كروبي.
إلى ذلك، أفادت وسائل الإعلام الإيرانية، أمس، بأن الحكومة الإيرانية تعتزم فتح حسابات مصرفية لستة وثلاثين مليون شخص، أي زهاء نصف عدد سكانها، وذلك لإعطائهم مبالغ نقدية تعويضاً عن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة عندما يُلغى الدعم. ونقلت صحيفة «جام جم» عن وزير الرفاه والضمان الاجتماعي، ناد علي ألفت بور، قوله إنه طلب من وزارته فتح حسابات مصرفية لستة وثلاثين مليون شخص ينتمون لخمس شرائح اجتماعية.
(أ ب، أ ف ب، مهر، رويترز، يو بي آي، إرنا)