غبطة البطريرك ليس وحيداً
تعليقاً على الكلام الأخير لغبطة البطريرك صفير والتعليقات عليه:
صحيح أنّ البطريرك نصر اللّه صفير منحاز في مواقفه وأدبيّاته لفريق من طائفته ضد فريق آخر منها، وصحيح أنّ هذا خطأ لأن رجل الدين يجب أن يكون أباً لكلّ رعيّته، وأن يساوي بين أبنائها بعدالة، ولكن المستغرب هو التركيز فقط على غبطته، رغم أن كل رجال الدين في لبنان تقريباً منحازون سياسياً. فهل يساوي سماحة المفتي محمد رشيد قباني مثلاً بين سعد الحريري وعمر كرامي أو عبد الرحيم مراد؟ طبعاً، الجواب لا. وهل يجد سماحة المفتي عبد الأمير قبلان صعوبة في الاختيار بين نبيه بري وإبراهيم شمس الدين أو رياض الأسعد مثلاً؟ أكيد، كلا. وهل ينكر أحد أن شيخ العقل نعيم حسن هو أقرب إلى وليد جنبلاط منه إلى بقية المرجعيات الدرزية؟ وهل يساوي سماحة السيد محمد حسين فضل الله مثلاً بين حزب الله وتيار الانتماء اللبناني؟ أكيد، لا.
فكل المرجعيات الدينية للأسف منحازة سياسياً، وتفرّق بين أبنائها لدواعي الاختلاف السياسي، وليس البطريرك صفير وحيداً في هذا المجال.
زياد بيطار

مواقف تزيد الشقاق

انطلاقاً من القول المأثور «صديقك من صدقك لا من صدّقك»، أحبّ أن أتوجّه إلى غبطة البطريرك صفير بالكلمة الآتية:
يا صاحب الغبطة... أنتم خير العارفين بأن آراءكم ومواقفكم لم يؤخذ بها منذ الانتخابات الرئاسية التي لم تجر عام 1988 إلى الانتخابات الرئاسية التي لم تجر أيضاً عام 2007. كذلك فإنكم خير العارفين بأن بيانكم الانتخابي يوم السبت 6 حزيران الماضي لم يغيّر نتائج الانتخابات في الأقضية المحيطة بمقرّكم في بكركي، وتحديداً في كسروان وجبيل والمتن وبعبدا.
وأنتم تعلمون يا صاحب الغبطة أن مواقفكم الأخيرة في مجلة المسيرة لن يؤخذ بها. فلا الرئيس المكلّف في وارد تأليف حكومة من الأكثرية وحدها (هذا إذا كان لا يزال ثمة أكثرية فعلاً)، ولا رئيس الجمهورية في وارد توقيع مراسيم حكومة من هذا النوع، بغض النظر عما ورد في وثيقة الكنيسة المارونية عن الديموقراطية التوافقية.
وأنتم تعلمون يا صاحب الغبطة أن مسألة سلاح المقاومة لا تحلّ ببيان أو تصريح أو موقف من أي جهة أتى.
ومواقفكم يا صاحب الغبطة لا تأثير يذكر لها داخل الطوائف الإسلامية. كل ما تفعله أنها تزيد الشقاق والانقسام داخل الطوائف المسيحية عموماً والطائفة المارونية خصوصاً، داخل لبنان وخارجه. ولا يمكننا أن نتصور لحظة واحدة أن هذا ما تسعون إليه.
جاسر جبور




(الجديدة ــ المتن)