مهى زراقطالإعلاميون الذين اعتادوا متابعة "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات"، لادي، اعتادوا أيضاً مواكبة إعلامية واسعة لنشاطاتها. هذا ما لم يحصل أمس. ربما لأن الدعوة لم تكن للإعلان عن التقرير النهائي "المنتظر" الذي لم يصدر بعد. لكن التغطية الإعلامية التي حظيت بها الجمعية خلال الانتخابات، كانت تفترض حضوراً أوسع لجلسة التقييم التي تجريها لادي لعملها، إذ لم يوجد في "الهوليدان إن" إلا 4 ممثلين لأحزاب سياسية (الحزب الاشتراكي، حركة أمل، التيار الوطني الحر وتيار المستقبل) و3 إعلاميين من الصحافة المكتوبة (الأخبار، اللواء، المستقبل).
قد يكون السبب أن حمّى الانتخابات بردت، لكن سبباً آخر يمكن إضافته هو اختلاف طريقة الدعوة. فقبل الانتخابات كان فريق عمل الجمعية يرسل الدعوات بالجملة إلى كلّ الصحافيين الذين يعرفهم، أو المدرَجين على لوائحهم، في حين أُرسلت الدعوة هذه المرة إلى مدير المؤسسة الإعلامية فقط.
هذه الملاحظة، التي لا تبرّر الغياب، تبقى مهمة لمضمون الجلسة. ذلك أن أحد محاور التقييم ركز على استراتيجية التواصل التي اتبعتها الجمعية، وكان رأي الإعلاميين المشاركين إيجابياً بخلاف رأي ممثلي الأحزاب الذين انتقد بعضهم طغيان العنصر الشاب على فريق العمل. وكان لافتاً غياب أي وجه معروف إعلامياً من أعضاء

أحد محاور التقييم ركز على استراتيجية التواصل
الجمعية، التي قدم لها عضو الهيئة الإدارية عدنان ملكي قبل أن ينسحب إلى الخارج ليحافظ على حرية النقاش، كما قال. وبدا واضحاً خلال الجلسة، أن ممثلي الأحزاب، باستثناء التيار الوطني الحر، ليسوا على اطلاع على عمل الجمعية سواء في المراقبة أم في حملات التوعية التي نظمتها. وهذا أمر يطرح سؤالاً باتجاهين: هل الجمعية هي المقصّرة في هذا الإطار، إذا كان التواصل مع الأحزاب ضمن استراتيجيتها؟ أم أن الأحزاب المعنية أرسلت إلى ورشة العمل أشخاصاً غير متابعين للملف الذي سيتحدثون عنه؟
السؤال الأول هو الذي يعني المسؤول عن فريق التقييم جان ديب الحاج. هو مستقل عن لادي، متخصص في بناء القدرات ويشغل منصب مدير عام شركة "تنمية المعرفة". وهو أدرج أسئلته ضمن 7 محاوز لاكتشاف الثُغر في عمل الجمعية "التي تجري مراجعة ذاتية لأنظمة عملها وهيكليتها التنظيمية". هذه المحاور هي: العلاقة مع الجمعية، الإنجازات التي حققتها، التحديات التي واجهتها، أداؤها في المراقبة، اقتراحات لتحسين العمل وأخيراً سؤال عن إمكانية قيام الجمعية بلعب دور مماثل في الدول العربية. الحاج الذي بدأ عمله بلقاء الممولين وأعضاء الجمعية، ينوي لقاء الجمعيات المتحالفة معها والموظفين الذين عملوا فيها... ولم لا المتطوعين. أما تقريره فسيبقى داخلياً.