البقاع ــ أسامة القادريينقسم أهالي بلدة مجدل عنجر حول هوية الوباء الذي يجتاح بلدتهم. ففيما يؤكد طبيب البلدة إبراهيم حامد تجاوز عدد الإصابات بفيروس «إيه إتش1أن1» 38 حالة، يؤدي عدم اقتناع الطبيب المعتمد من قبل وزارة الصحة بتشخيص حامد وبعض الأطباء الآخرين إلى حال من الضياع بين أهالي البلدة، الذين تجمّعوا أمس في مبنى البلدية محاولين أن يعرفوا كيف سيتصرفون. ويؤكد حامد لـ«الأخبار» أن كل العوارض التي يحدثها الفيروس بالإنسان هي ذاتها التي يعاني منها مرضاه، لافتاً إلى أن المصابين من فئات عمرية محددة، بين 5 سنوات و15 سنة «كما أن هناك حالات أخرى عاينها أطباء غيري، وأرجح أن يكون عدد المصابين فاق 50 حالة». ومن الإشارات التي يستند الطبيب إليها تأكيده سرعة انتشار الوباء بين التلاميذ، فخلال ثلاثة أيام سجّلت 14 إصابة في مدرسة واحدة هي مدرسة المناهل. فيما توزعت الإصابات الباقية بين مدارس أخرى، كما يقول إنه عاين أولى الحالات يوم الأحد الفائت، وبعدها كرّت «المسبحة».
شد حبال بين بعض الأطباء وطبيب وزارة الصحة بشأن الفحوص
ولقد تأكد الطبيب كما قال لـ«الأخبار» من أن الإصابات هي بفيروس «أنفلونزا الخنازير» بعد الفحوص المخبرية التي أجريت في مستشفى البقاع، لافتاً إلى أن هناك 5 حالات فقط، ما استدعى علاجهم داخل المستشفى، فيما أعيد الباقون إلى المنازل لمتابعة العلاجات اللازمة. وتخوف د. حامد من توسّع انتشار الوباء في حال تعاطي أهالي المرضى بلامبالاة، ولم يعزلوا المريض في غرفة خاصة به، كما شدد عليهم باستعمال الكمامات والقفازات لمدة أقلها أسبوع، ريثما ينتهي العلاج.
لكن هذه النتائج التي يسوقها الطبيب حامد، خلقت عملية شد حبال بينه وبين بعض الأطباء من جهة وبين الطبيب عز الدين سعد المعتمد من وزارة الصحة في البقاع للترصد الوبائي من جهة أخرى، لعدم اعتراف الأخير بأي فحوص لم تجر في مستشفى بيروت الحكومي. ويقول د. حامد بتوتر «قلنا لطبيب الوزارة إذا أردتم التأكد، انقلوا المصابين بحافلة واحدة إلى بيروت وافحصوهم، فأجابونا: لينزل كل منهم على عاتقه»!
في الانتظار، يعيش الأهالي ذعراً لا يحسدون عليه بسبب تفاقم الحالات وسرعة انتشار العدوى بين الأطفال.
مصادر في وزارة الصحة في القضاء استبعدت وجود الفيروس بين أهالي البلدة بهذا العدد الكبير، فالمختبر الوحيد القادر على تحديده كما قالت هو مختبر مستشفى بيروت الحكومي. لا بل إن المصدر أضاف أن طبيب المصلحة للترصد الوبائي د. عز الدين سعد سيلقي محاضرة عن مرض «أنفلونزا الخنازير» في ملعب المدرسة التي شهدت 14 إصابة لطمأنة الأهالي وتشجيعاً لإرسال أبنائهم إلى المدرسة، الأمر الذي حصل أمس بعد الظهر، فألقى المحاضرة من دون أن يعرف إن كانت الصفوف غداً ستشهد عودة للطلاب إلى صفوفهم. لكن الأهالي مرعوبون. ولأنهم كذلك فهم يمتنعون عن إرسال أبنائهم الى المدارس. وهو ما أشار اليه أحد نظار المدارس في البلدة، الذي قال لـ«الأخبار» إن صفوف مدرسته تشهد غياباً غير مسبوق. بدوره، رئيس البلدية حسن صالح لم يستبعد وجود فيروس «أنفلونزا الخنازير» في البلدة بعد تبيّن عدد كبير من حالات الإسهال وارتفاع في درجات الحرارة. إلا أنه أبدى حيرته من أن يكون مصاب اليوم كما السنة الماضية له علاقة بتلوث مياه الشفة ومرض الصفيري، ويضيف «لم ننتظر أي جواب من أحد. على الفور سارعنا إلى أخذ عيّنات من المياه لفحصها» لأن أهالي بلدته كانوا قد تعرضوا العام السابق مثل هذه الأيام، لانتشار عدوى مرض الصفيري نتيجة اختلاط مياه الشرب مع المياه الآسنة. «وللأسف لم يستمع الى صرختنا أحد، لا مصلحة المياه في البقاع ولا أيّ من المسوؤلين، أن شبكة مياه الشرب مهترئة ومرّ عليها حوالى 50 سنة، إضافة الى شبكة الصرف الصحي العشوائية الموجودة». وفي معلومة متأخرة، قال الطبيب حامد لـ«الأخبار» إن بين 5 و7 حالات بنفس العوارض ظهرت في قرية الصويرة المجاورة لمجدل عنجر.