البقاع ــ أسامة القادريعثرت القوى الأمنية، أمس، على جثة مواطن من التابعية السودانية، يدعى خالد سليمان حمدان (26 عاماً). عُثر عليه عند مثلث يؤدّي إلى بلدات لوسي والدكوة والخيارة في البقاع الغربي. وعلى الفور، فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في ملابسات وفاة المواطن السوداني. ولفت مصدر أمني لـ“الأخبار” إلى أنه لم تتبيّن آثار أيّ كدمات على جسد الجثة، مشيراً أن المتوفّى دخل البلد خلسة، مرجّحاً أن يكون قد توفّي أثناء تهريبه من داخل الأراضي السورية إلى لبنان، وذلك بسبب البرد ليلاً. تتطلب عمليات التهريب عادةً، السير طويلاً، لقطع المسافة الجبلية بين لبنان وسوريا. واستبعد المسؤول الأمني أن يكون خالد قد توفّي في المنطقة التي وجدت فيها الجثة.
ورجّحت التحقيقات الأوّلية، أن يكون قد رُمي في مثلث الخيارة، لكونها منطقة منكشفة ونائية في وسط سهل البقاع الغربي. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، أكد مسؤول أمني آخر، العثور على جثة سوداني آخر، على مقربة من المكان الأول، تعود إلى الشاب أحمد باكر أبو زيد (31 عاماً)، نُقلت إلى المستشفى، مرجّحاً أن تكون أسباب وفاته مشابهة لأسباب وفاة مواطنه. وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُعثر فيها على متسلّلين بطريقة غير شرعية، جثثاً هامدة على جوانب الطرق الفرعية المؤدّية إلى سوريا.
وكانت القوى الأمنية قد ألقت القبض على ثلاثة سودانيّين، ليل أول من أمس، في ساحة شتورا، بحجة أنهم دخلوا إلى الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية. وكانت “الأخبار” قد أشارت في وقت سابق إلى بعض الطرق التي تجري بها عمليات التهريب (راجع عدد السبت 30 آب 2008)، إذ لا يرى المهرّبون خطورة كبيرة في عملهم، وتسري في أوساطهم أحاديث عن أسلوب جديد يعتمده مهرّبو الأجانب للهروب من الأعباء المالية المكلفة في “فتح الطريق”. بعض المهرَّبين يوضَعون في صندوق السيارة التي تكون معبّأة بالبضائع المهرّبة من سوريا، وبذلك تكون الكلفة أقل. ربما يفسر هذا، موت خالد وأحمد، في الليلة الباردة أمس.