بدأ العام الدراسي في كلية الإعلام والتوثيق في اللبنانية بحماسةٍ. فمنذ الأيام الأولى، طرح الطلاب مطالبهم أمام المسؤولين، وطالبوا بحلول
محمد محسن
كانت كلية الإعلام والتوثيق بفرعها الأول في الجامعة اللبنانية بحاجة إلى الندوة التي عقدت أمس. فلكثرة ما تعانيه من مشكلات، تحتاج إلى أكثر من ورشة إصلاحٍ واحدة، وكان لا بد من المصارحة بين الطلاب ومدير كليتهم ورؤساء أقسامها. هكذا، نظّم مجلس طلاب الفرع، ندوةً حوارية تناولت مشكلات الكلية، بحضور مديرها الدكتور مصطفى متبولي، وممثل الأساتذة الدكتور علي رمال، ورئيس قسم العلاقات العامة الدكتور حبيب رمال. بعد ترحيب المدير بطلاب السنة الأولى، وعرض نظام التدريس بحسب الأرصدة (LMD) وحديث الأساتذة عن شؤون أقسامهم، بدأ الطلاب القدامى يسردون شكاواهم، فيما بدا أنّه يشبه فيلم معاناةٍ تعيشه الكلية منذ فترة طويلة.
«الكافيتريا التي وُعدنا بها في العام الماضي، أين أصبحت؟»، يسأل أحد الطلاب المدير، معتبراً أنّهم ضاقوا ذرعاً بتأخير إنجازها. متبولي أجاب بأنّه «ليس مسؤولاً بالمعنى الإداري عن مسألة الكافيتريا، وهي عموماً على طريق الحل». ومن كراسي الكافيتريا، انتقل الحديث إلى مقاعد الصفوف. تحدث الدكتور حبيب رمال، واضعاً يده على جروح كثيرة يعاني منها نظام التدريس، أولها وجود ضياعٍ على مستوى شهادات الماستر ـ 1 والماستر ـ 2، وكيفية الانتقال إليهما، عطفاً على التفريق بين ما هو مهني وما هو بحثي. وقبل ذلك، غياب الكثير من المعلومات المرتبطة بهذا النظام عن الطلاب وحتى عن بعض الأساتذة. فعلى مستوى الماستر بحثي، استغرب الحاضرون كيف سيكون العميد في السنة الأولى من هذه الحلقة، هو غيره العميد المشرف على الحلقة الثانية، التي سيتبناها المعهد العالي للدكتوراه. إلى ذلك، برزت مشكلة طلاب

مشكلات الطلاب عديدة، منها الدوام وحمل الأرصدة وعدم وجود كافيتريا

السنة الثالثة، من حملة عدد قليل من الأرصدة، ممن منعوا من التسجيل في الماستر ـ 1 وفقاً لما ينص عليه المرسوم رقم 2225 الصادر حديثاً في 11 حزيران 2009. هنا، تعاطى مدير الكلية والأساتذة بإيجابية مع الموضوع، معلنين أن المرسوم قابل للتعديل «وقد وضعت لائحة بأسماء الطلاب الذين يحملون 12 رصيداً وما دون، وسيسمح لهم بالتسجيل في الماستر إذا كانوا ناجحين في مشاريع التخرج». تم تجاوز هذه المشكلة، لكن مشاكل أخرى على مستوى شهادات الماستر الأخرى، انبرى الدكتور علي رمال للحديث عنها، على قاعدة «أنّ هواجس الطلاب تهمّنا وسنسعى لتذليل كل العقبات قبل نهاية هذا الشهر».
الحديث عن مشكلات الماستر يطول، لكن تجدر الإشارة أيضاً إلى بعض مشكلات الطلاب، وأولاها تضارب الدوام بين بعض المواد، وثانيتها مسألة التدريب. إذ أشار الطلاب إلى معاناةٍ يكابدونها للحصول على حصص تدريبية في المؤسسات، طالبين من الجامعة تسهيل بعض الأمور. أقنعت إجابات الأساتذة بعض الطلاب، فيما بقي البعض الآخر متذمراً وخصوصاً من مسألة دوامه، إذ إن بعضهم يأتي من مناطق بعيدة، ويطول يومه حتى المساء من أجل مقرّرٍِ واحد. هكذا انتهت الندوة على وعدٍ بتحقيق مطالب حملة الأرصدة، بانتظار صدور القرار بهذا الشأن، يوم الأربعاء المقبل خلال اجتماع مجلس الوحدة في الكلية. أمّا في الفرع الثاني، حيث المطالب واحدة مع الفرع الأول، فتؤكد مسؤولة الهيئة الطلابية ستيفاني عنداري «أنّنا بصدد التواصل مع عميد الكلية، والأمور ذاهبة باتجاه الحل لمصلحة الطلاب».