أسواق الصاغة
في عام 1998، وفي ذروة النهضة التي أطلقها الرئيس الشهيد لإعمار لبنان عموماً وبيروت بوسطها التجاري خصوصاً، كنا نشاهد الرئيس الشهيد ليلاً ونهاراً، شخصياً وعبر وسائل الإعلام المرئية، وهو يتابع أعمال البناء بهمة وعزم. فكان هذا حافزاً لنا عندما دعتنا شركة سوليدير للمساهمة في نهضة وسط بيروت التجاري بعرضها لنا لشراء محالّ مخصصة لتجارة الذهب والمجوهرات. ونحن بدورنا، إيماناً منا بالله والوطن والرئيس الشهيد، وافقنا على شراء المحالّ والمكاتب المرمّزة المعروضة علينا بواسطة خرائط أطلعتنا عليها شركة سوليدير في مكتبها في الوسط التجاري، باجتماعنا مع السيدين نعمان عطا الله ووسام أبو جوده، فدفعنا حسب شروطهما خمسة بالمئة من ثمن كل محل ومكتب، وذلك عبر شيكات مسحوبة لأمر شركة سوليدير في 5/10/1998، وقد سُحبت من أرصدتنا من البنوك في التاريخ نفسه لمصلحة شركة سوليدير، على أن ندفع الدفعة الثانية، وقيمتها عشرون بالمئة من قيمة كل محل أو مكتب عندما يجهزون العقود في مدة ستة أشهر، على أن ندفع قيمة عشرة بالمئة عند التسلم في سنة 2001، والباقي يقسط دفعات شهرية إلى حين تسديد قيمة كل محل ومكتب.
ومنذ عام 5/11/1998، نحن نتصل شهرياً بشركة سوليدير شخصياً وهاتفياً لدفع القسط الثاني، وكانوا يفيدوننا بأن رخصة الأشغال لم تصدر بعد. وطلبوا منا أن نساعدهم في الاستحصال على الرخصة، فتحركنا وطالبنا المراجع السياسية والبلدية، وتم الحصول على الرخصة. ومنذ ذلك الحين، كانوا يفيدوننا بأن العقود ستوقَّع خلال شهر. مرت البلاد بمطبات سياسية وأمنية. ورغم ذلك، إيماناً منا بالوطن ونهوضه الاقتصادي، وفي أحلك الظروف، كنا نتصل بسوليدير لدفع القسط الثاني.
وبعد إحدى عشرة سنة، وفي تاريخ 15/6/2009، أرسلت لنا شركة سوليدير عبوة ناسفة تقدر زنتها بـ(4015) يوماً، لتنسف حلم الرئيس الشهيد وحلمنا، ونحن لم نستفق بعد من الانفجار الأول الذي أودى بحياة جامع اللبنانيين الرئيس الشهيد الشيخ رفيق الحريري.
ونحن بدورنا سنفكك العبوة التي أرسلوها لنا في التاريخ المشؤوم. ونطلب من حماة الحقوق: فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ودولة رئيس مجلس النواب
الأستاذ نبيه بري ودولة الرئيس المكلف الشيخ سعد الدين الحريري والسياسيين الشرفاء والنواب الأحرار والقضاء والإعلام الحر، لإحقاق الحق لدعوة شركة سوليدير لتطبيق الاتفاق الذي عُقد بيننا منذ أحد عشر عاماً بدون مراوغة.
نور شرف