أطلق مكتب شؤون الطلاب ونادي الطبيعة في جامعة البلمند المرحلة الثانية من “مشروع إعادة التدوير” UOB Recycles الذي بدأ في نيسان 2008. المرحلة التي تهدف إلى إشراك مدارس المنطقة في الحملة، أُطلقت خلال احتفال امتد ثلاثة أيام ينتهي اليوم
أمل ديب
عمّ الضجيج مبنى الزاخم في الحرم الرئيسي لجامعة البلمند منذ الساعة العاشرة صباحاً. تلامذة مدارس يتزاحمون لدخول المسرح، والحصول على مقعد أمامي. الحدث هو إطلاق المرحلة الثانية من مشروع إعادة تدوير النفايات الصلبة، وقد دُعيت مدارس الكورة المجاورة لتكون شريكاً في الحملة. تأتي هذه المرحلة بعد المرحلة الأولى، التي تركّز فيها العمل على الترويج للمشروع داخل الجامعة، والبدء بفرز النفايات في المستوعبات المخصّصة لكل نوع منها. وبعدما انتهت المرحلة الأولى بنجاح، أصبح فريق العمل المؤلّف من لجنة تنظيمية من أساتذة وموظّفين، إضافةً إلى أن «خليّة نحل» نادي الطبيعة جاهزة لبدء المرحلة الثانية. وقد أقيمت دراسة تجريبية للمرحلة الثانية من المشروع، شاركت فيها أربع مدارس من الكورة، لقياس مدى تجاوب الطلاب مع المشروع، وحماستهم وانخراطهم. وبعدما كانت النتائج إيجابية، بدأ البحث في كيفية تطبيق المرحلة الثانية.
تضمّنت الخطوة الأولى من المرحلة الثانية دعوة المدارس المهتمّة بالمشروع، فأتى الردّ من 9 مدارس خاصة في الكورة وطرابلس. وزار تلامذة من المرحلة المتوسّطة والثانوية الجامعة لحضور حفل إطلاق المرحلة الثانية، فأعطاهم أولاً رئيس نادي الطبيعة، رستم يمق، نبذة عامة عن المشروع، وعن كيفية تطوّر مراحله. وقد لوحظ أنّ هناك مستوىً عالياً من المعرفة لدى التلامذة في ما خص إعادة التدوير والنفايات الصلبة. وطلب من المدارس المشاركة إنشاء لجنة أو نادٍ يؤدّي الدور الذي يؤدّيه “نادي الطبيعة” في الجامعة، فيتولّى الترويج للمشروع في المدرسة، ومراقبة سيره، ويكون صلة الوصل بين المدرسة والجامعة في هذا الإطار. بعد ذلك، تحدّثت منسّقة مركز أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS Center)، أمل إيعالي، التي أطلعت التلامذة على مشروع إنشاء خريطة جغرافية للمشروع، وسيجري تدريب تلميذين من كل مدرسة ليشاركوا في صنع هذه الخريطة. وأوضحت إيعالي أهمية هذه الخريطة الذكية، اذ ستحدّد بوضوح مواقع المدارس، الجامعة، ومستوعبات إعادة التدوير وتوصيفاتها (بحسب النوع: زجاج، ورق، معدن وبلاستيك) والرسوم البيانية التي تظهر كمية النفايات المجمّعة في كل مدرسة شهرياً، وفي المدارس كلها. تفتح هذه الخريطة عند إنشائها أفقاً جديداً للمشروع، وتمكّن اللجنة من إجراء تقويم للمشروع، وتسمح بدراسة الخطوات التالية بدقّة أكثر. وشاهد التلامذة فيلماً قصيراً بعنوان “Trash TV” يتناول إعادة التدوير بطريقة مسلّية وخفيفة.
وستجرى ثلاث مباريات بين المدارس المشاركة في الحملة. في المباراة الأولى، على المدارس تجميع أكبر كمية من الورق، لكون الخطوة الأولى في هذه المرحلة هي إعادة تدوير الورق. وتتمحور الثانية حول الترويج للمشروع، وكيفية عمل كل نادٍ أو لجنة في المدرسة لنشر التوعية لدى تلامذة الصفوف الأخرى، والعمل على إشراكهم في المشروع. أما المباراة الثالثة، فطابعها فني، إذ على كل مدرسة تزيين قطعة قماش كبيرة بموادّ قابلة لإعادة التصنيع بطريقة خلّاقة توصل الرسالة من وراء إعادة التدوير. وستُستعمل قطع الأقمشة الأربع الفائزة في تزيين الشاحنة، التي تهتم بتجميع النفايات الصلبة من المدارس والجامعة.
خرج الطلاب من المسرح وهم يردّدون عبارة «Reduce, Reuse, Recycle» اقتبسوها عن أغنية ترويجية تمثّل الهدف الأساسي من المشروع: تخفيف الاستهلاك، إعادة استعمال ما يُستهلك، وإعادة التدوير.


توسيع التعاون ليشمل المدارس الرسمية

تشرح المشرفة على نادي الطبيعة المحاضرة في كلية الهندسة في جامعة البلمند، رلى جدايل، المراحل الثلاث التي يتضمّنها المشروع. تستفيض في الحديث عن الصعوبات التي تخطّاها فريق العمل في المرحلة الأولى، والتي تمثّلت بقلّة تعاون من جانب الطلاب مردّه إلى عدم وجود توعية كافية عن هذا الموضوع. ثم تتحدّث عن صعوبة التواصل مع المدارس “لا يكفي توجيه رسالة خطية، علينا المتابعة بطريقة شبه يومية مع شخص مسؤول في المدرسة للحصول على نتيجة”. كما أبدت جدايل رغبة في التعاون مع المدارس الرسمية في المنطقة، وهي تسعى إلى الحصول على إذن رسمي للقيام بذلك. أما المرحلة الثالثة، وهي الخروج الى المجتمع، وإشراكه في المشروع، فتؤكّد جدايل أنّها قريبة، وهي رهن بنجاح الحملة في المدارس.