استضافت الجامعة الاميركية ندوة حول الجنسانية في لبنان ضمن حملة «يوم واحد نضال واحد» نضمها ناديان من الجامعة بالتعاون مع منظمات مدنية
خليل عيسى
تقاطر الشباب والشابات إلى مبنى «وست هول» في الجامعة الأميركية في بيروت مساء الاثنين الماضي لحضور الندوة التي عقدها نادي «حقوق المرأة» ونادي خبرات العلوم الصحية تحت عنوان «يوم واحد نضال واحد: ندوة حول الجنسانية في لبنان». تمثّل الندوة جزءاً من حملة دولية ينظمها التحالف للحقوق الجنسية والجسدية في المجتمعات المسلمة (CSBR) التي تشارك فيها أكثر من ٢٠ جمعية تقوم بتنظيم نشاطات في وقت واحد في ١١ بلداً، منها قبرص وفلسطين والسودان.
امتلأت القاعة بحضور جلّه نسائي، للاستماع إلى مستشار البرنامج الوطني للصحة الإنجابية، الدكتور فيصل القاق، الذي قال إنّ «شرعة حقوق الإنسان لا تتكلّم عن مساواة في حقوقه الجنسانية». أضاف أنّ «هذه الحقوق تعني الحق في ممارسة الجنس، بالطريقة التي نريد، من دون إنجاب الأطفال بالضرورة». أما الأسلوب الذي يراه أساسياً في نشر هذا الوعي فهو «المقاربة التصاعدية» أي العمل على تضمين البرامج التربوية فقرات للتثقيف الجنسي.
من جهتها، شرحت الباحثة في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، رشا مومنة، الأوضاع القانونية للمرأة في البلاد العربية، كالكويت، حيث «انتشرت حملة تأنيث البنات «عفواً إنّني فتاة» من أجل محاربة خطر السحاق المزعوم كردة فعل من المحافظين على حصول المرأة الكويتية على حقّ التصويت عام 2005». أما في مصر فوضع المرأة محكوم بـ«قانون الفجور» الذي بدأ كردة فعل على الاستعمار البريطاني بمنع عمل المواخير، ولكن أصبح لاحقاً يضمّ كل أنواع التمييز ضد المرأة.

النظام اللبناني يعترف بالمرأة منجبةً للأطفال في مؤسسة بطريركية

بعض الشباب الحاضرين لم يستطيعوا تمالك أنفسهم وقابلوا كلّ «خبرية» جديدة عن التمييز الجنسي بالضحك. لكنّ الناشطة في جمعية «حلم» التي تعمل على توعية ضدّ رهاب المثليّة، هبة عباني، حاولت تفسير معنى التمييز الجنسي في لبنان. إذ لا يعترف القانون اللبناني إلا بشرعية العلاقات الجنسية بين شخصين من جنسين مختلفين وعبر الزواج فقط. ورأت عباني أنّ ذلك صفة أساسية من النظام الطائفي اللبناني الذي لا يعترف بالمرأة إلّا منجبةً للأطفال في مؤسسة بطريركية. أضافت أنّ الزواج المدني يبقى الوسيلة الوحيدة التي تساوي بين حقوق كلّ من المرأة والرجل، إذ إنّ الزواج الديني «يعني أولاً وأخيراً الانضمام إلى الطائفة».
لكنّ النجم في عيون الجمهور الشاب كان الناشطة في «المجموعة النسوية» نادين معوض التي قالت إنّ «ما نطالب به اليوم ببساطة هو الحصول على جنس جيّد». وقد أطلق الجمهور صرخات الموافقة على كلام معوّض عندما اعتبرته «حقّاً طبيعياً لكل شخص».
وتناول النقاش والحوار مسألة تركز عمل المنظمات المعنية بهذا الموضوع في المدن، إذ ينحصر في بيروت وبعض المناطق، ولا يصل إلى المناطق الفقيرة كالأرياف والضواحي والمخيّمات الفلسطينية، ما يحصر الأنشطة بطبقة معيّنة من المجتمع. وإذ أقرّ المشاركون بعدم وجود أيّ استراتيجية بعد للوصول إلى تلك القطاعات المجتمعية، إلّا أنّ القاق تحدث عن محاولة فعل ذلك من خلال المناهج التربوية، وأخبر المشاركين عن مدى صعوبة ذلك، ولا سيما إقناع رجال الدين في مشاوراته معهم بأنّ «العادة السريّة لا تضرّ، وأنّ المثلي جنسياً ليس شخصاً مريضاً»!