لم يكد يفرح أبناء بلدة العباسيّة بتعبيد طريق بلدتهم الرئيسي، حتى أتت «الشتوة» الأولى لتطيح تلك الفرحة. فأمس، بعد أسابيع قليلة على تزفيت الطريق، فاضت محطة تحويل الصرف الصحي الرئيسية الواقعة ضمن الجزء المنجز عند مدخل البلدة، وأغرقت في طريقها بيوت المواطنين القريبة. وقد كان من أوائل ضحايا «فيضان» المياه المبتذلة المواطن خليل كرشت الذي يملك معرضاً للمفروشات قبالة المحطة مباشرة. بلّلت المياه المفروشات، مخلّفة خسائر قدّرها كرشت بعشرين ألف دولار أميركي. لن يكون كرشت الضحية الوحيدة في فيضان أمس، فمجموعة من السيارات لم تسلم من الغرق في البرك التي تجمعت حول المحطة، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل عددٍ كبير منها. وأكثر من ذلك، وقع شاب ودراجته النارية في حفرة كانت قد امتلأت بالمياه، الأمر الذي سبّب جرحه ونقله إلى أحد المستوصفات القريبة للعلاج.لم يمضِ كلّ هذا الخراب من دون تحرّك، لذلك اعتصم جيران المحطّة ممن تضرروا من الفيضان، بعد ظهر أمس، مطلقين اتهامات بالتقصير والإهمال طالت المتعهد المكلّف من وزارة الأشغال العامة بتأهيل الطريق، قاسم عيد، الذي لم يشفع حضوره الاحتجاج في التخفيف من قساوة الكلمات ضده. وفي هذا الإطار، أكد صاحب معرض المفروشات المتضرر خليل كرشت أنه طالب في وقتٍ سابق «المتعهد عيد بتنظيف قنوات الصرف الصحي وتغطية المحطة منعاً لفيضانها، إلا أنه حوّلنا إلى بلدية العباسية لمسؤوليتها عن الأمر». من جهته، نفى عيد تهم التقصير والإهمال الموجهة إليه، وردّها بدوره إلى «لجنة التنظيفات في بلدية العباسية والناس، وخصوصاً أصحاب محال بيع اللحوم ومسالخ الدواجن الذين يرمون الفضلات في قنوات الشبكة». من جهته، أوضح مسؤول لجنة الأشغال في البلدية زكي عز الدين أنها «ليست المرة الأولى التي تفيض فيها المياه المبتذلة هنا، لأن هذه المحطة خصّصت عند إنشائها لجرّ المياه من بلدة العباسية إلى البحر، إلا أنه تدريجاً دخلت عشرات البلدات المجاورة على خط الشبكة حتى فاضت!». ولتخفيف الاحتقان، اختار عز الدين حلّ الأمر مؤقتاً عبر الاستعانة بشاحنة شفط مياه الصرف الصحي التابعة لبلدية صور. لكن، هل يعوّض ذلك على المتضررين الذين يخسرون مع كل «شتوة» عشرات آلاف الدولارات؟
(الأخبار)