البقاع ــ أسامة القادرييقبل اهالي البقاع على شراء «اليانسون»، لأغراض لم تعد مقتصرة على صانعي العرق أو غليه مع بقية انواع الزهورات، إنما بعد تناقل اخبار شعبية تجزم بأن تناوله هو من أهم العلاجات الوقائية من فيروس انفلونزا الخنازير. ووجد اصحاب محال العطارة أنفسهم أمام ارتفاع في سعر اليانسون من بلد المنشأ في سوريا. ويؤكد هؤلاء أن الطلب عليه انسحب الى جميع الدول العربية، بحيث تضاعف سعر الكيلو من 6 آلاف ليرة لبنانية الى 12 ألف ليرة. تدخل أم وسام زيدان الى أحد المحال لبيع جميع أنواع العطارة، طالبة اليانسون. وما إن سمعت سؤالنا لماذا اليانسون؟ حتى أجابت: «اللي عندو يانسون ما عندو انفلونزا الخنازير». وتشير إلى أنها تستهلك وجميع أفراد عائلتها «نصف كيلو كل عشرة أيام».

تضاعف سعر الكيلو من 6 آلاف ليرة لبنانية الى 12 ألف ليرة
يعلل حسان المحمد أسباب شرائه اليانسون، بقوله «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، ليردف مبتسماً بلهجة الناقد «هيك كل عمرنا نحن العرب، الدوا عنا بسعر التراب وبنشتريه من الغرب بأسعار خيالية»، موضحاً أنه يناوب يومياً على تناول اليانسون صباحاً هو وجميع أفراد عائلته.
وجيه النجار صاحب مطحنة في منطقة شتورا، أكد أن محله يشهد منذ شهرين إقبالاً غير مسبوق على شراء اليانسون من قبل المواطنين، «كنا قبل هيك نبيع اليانسون لصانعي العرق، بس مش متل اليوم أكتر الناس عميشربوا يانسون». ولفت النجار الى أن أفضل أنواع اليانسون هو السوري، وبسبب الطلب عليه وتصديره الى تركيا وبعض الدول الاوروبية، ارتفع سعره في سوريا.
يسهب خبير الأعشاب، يوسف القريشي، في شرح فوائد اليانسون، واستعماله عبر العصور القديمة كوصفات علاجية، وعن اختلاف أسمائه بين الدول العربية، مشيراً الى أن الزيت الطيار يعدّ المكون الرئيسي لليانسون ويحتل الانيثول المركب الرئيسي في الزيت واستراجول وانايس الدهيد وكافيك اسد ومن مشتقاته كلوروجينك اسد. كما يحتوي على فلافوبذرات، ومن أهمها ابجنين وزيوت دهنية. كما يحتوي على مادة انيثول وميثيل شانيكول من الزيت الطيار، وهرمون الاستروجين وزيت ثابت.

صدرت تحذيرات مضادة تنفي وجود أي فعالية لليانسون في الوقاية من انفلونزا الخنازير
ويعدد القريشي الفوائد التي يؤديها لتخفيف امراض الأعصاب والجهاز الهضمي والسعال، إضافة الى دوره في تنشيط عملية الهضم وفتح الشهية». ويتناول البحوث والدراسات الجينية التي تؤكد أن مشروب «اليانسون كل صباح عقب الاستيقاظ من أفضل الطرق الوقائية». ويذهب القريشي الى حد اعتبار اليانسون أكثر فاعلية من عقار «التاميفلو» المستخدم لعلاج انفلونزا الخنازير، مشيراً الى أن أطباء صينيين أعلنوا أن أحد المكونات الأساسية والرئيسية للعقار الحالي، هو حمض «الشيمكيك» المستخرج من اليانسون بعد تعرضه للتخمير عدة أسابيع.
تجدر الإشارة الى أن تحذيرات مضادة صدرت تنفي وجود أي فعالية لليانسون أو لكربونات الصوديوم في الوقاية من انفلونزا الخنازير، وأن الشائعات التي روجت لهذا الموضوع لا تستند إلى أية دراسة علمية دقيقة.


لجنة صحية في مجدل عنجر

يقبل أبناء مجدل عنجر بكثرة على الفحوص السريرية التي تجريها لجنة طبية من الجيش اللبناني حضرت الى مستوصف البلدة، أمس، على أن تستمر في عملها لمدة اسبوع بهدف معاينة أبنائها على نفقة الجيش للتأكد من صحة الشائعات عن انتشار عدوى انفلونزا الخنازير.
رئيس اللجنة الطبية المكلفة معاينة المرضى، النقيب الطبيب إيلي أبو حيدر، أعلن عبر «الأخبار» أن عدد المرضى الذين عاينهم بلغ 135 حالة. ولفت إلى أن «أغلب المرضى هم مصابون بعدوى الأنفلونزا». ولم ينف الطبيب وجود أنفلونزا الخنازير بين الحالات التي عاينها، واكتفى بالقول: «رغم شكوكي بوجوده، لم أطلب أي فحص لتأكيده أو نفيه لأن معالجته سهلة كما الأنفلونزا الموسمية».