البقاع ــ عفيف ديابفوجئ أهالي عيتا الفخار البقاعية بحضور أمني كثيف في بلدتهم، تبيّن أنه لفريق متخصص من السفارة البريطانية في بيروت تواكبه قوة من الدرك والجيش. وأجرى عناصر هذا الفريق عمليات تنقيب في منطقة وعرة قرب البلدة القريبة من الحدود اللبنانية السورية، بحثاً عن جثة الصحافي البريطاني اليك كوليت (64 عاماً)، الذي خطف في 25 آذار عام 1985 قرب مطار بيروت، ويعتقد أنها مدفونة في محلة تعرف بخلة غزالي، حيث كانت هناك سابقاً مواقع عسكرية فلسطينية.
وقالت مصادر أمنية خاصة لـ«الأخبار» إن السفارة البريطانية تملك معلومات «غير مؤكدة» تتحدث عن دفن كوليت في موقع سابق تابع لحركة فتح ـــــ المجلس الثوري. وأوضحت المصادر أن عناصر المجلس الثوري أخلوا هذا الموقع على مراحل بين عامي 1986 و1988، إثر توتّر علاقة التنظيم بسوريا، التي أوعزت إلى استخباراتها في لبنان بإقفال جميع مراكز الحركة في سهل البقاع الأوسط وجروده وتلك التي قرب عيتا الفخار.
أضافت المعلومات أن السفارة البريطانية تملك معلومات من مصادر أمنية متنوّعة تحدثت عن وجود جثة كوليت في عيتا الفخار، ومن المقرر أن تستكمل أعمال الحفر اليوم بعدما أحضرت السفارة (أول من أمس) حفارة ومعدات للتنقيب». ونفت المصادر علمها إن كانت المعلومات البريطانية دقيقة، مشيرة إلى أن «أعمال الحفر ستكشف حقيقة هذه المعلومات». وكانت صحيفة «صنداي تايمز» قد نشرت عام 2005 رسالة تلقتها الصحيفة من زياد حسن سفاريني العضو في تنظيم المجلس الثوري، من سجنه في ولاية كولورادو الأميركية، حيث يمضي عقوبة السجن المؤبّد بعد تنفيذه عملية خطف طائرة في كراتشي. ويقول سفاريني في الرسالة إنه رأى كوليت قبل إعدامه بأربعة أشهر في منطقة الروضة البقاعية، وكان شاهداً على عملية إعدامه، وادّعى أنه «يعرف المكان الذي دفن فيه».
وقد كشف الناطق باسم المجلس الثوري حتى سنة 1989، عاطف أبو بكر، في حديث صحافي سنة 2002، عن إصدار أبو نضال أوامره بإعدام كوليت شنقاً إثر الغارة الأميركية على ليبيا في 1986.
وتشير معلومات «صنداي تايمز» إلى أن بعثة من الأمم المتحدة قامت عام 1995 بعملية تفتيش في بلدة عيتا الفخار، ووجدت جمجمة في المكان، لكنّ الفحص المخبري أظهر أنها لا تعود إلى كوليت.