شلّّ الإضراب الذي نفذه أمس الأساتذة المتعاقدون في مدارس قضاء المنية ـــــ الضنية الرسمية، الذين رسبوا في مباراة التثبيت الأخيرة، أغلب مدارس القضاء، حيث اضطرت إداراتها إلى إغلاق الأبواب أمام الطلاب. ولم يقتصر إضراب المتعاقدين على قسم الروضات والمتوسط والثانويات الرسمية، بل تعدّى إلى دار المعلمين، حيث تغيّب المتعاقدون الذين يمثلون غالبية الحاضرين عن الدورتين التدريبيتين اللتين تقيمهما الدار في القضاء عن الصعوبات التعلمية والتربية الرياضية.وقد أثّر هذا الإضراب على المدارس، وخصوصاً أن هذه الفئة تمثّل ثلثي أفراد الهيئة التعليمية فيها، وهي نسبة تكاد تكون كاملة في بعض المدارس التي ليس فيها معلمون داخل ملاك وزارة التربية، إلا المدير بطبيعة الحال. فوفق الإحصاءات الرسمية، يبلغ عدد الأساتذة في المدارس الرسمية في القضاء 1735 أستاذاً، منهم 628 (36%) في الملاك و1107 (64%) متعاقدون.
ويتوزع هؤلاء بين قسمي القضاء كالآتي: في الضنية 986 أستاذاً بينهم 370 في الملاك و616 متعاقداً، وفي المنية 749 أستاذاً بينهم 258 في الملاك و491 متعاقداً، فيما يبلغ عدد الطلاب في المدارس الرسمية في القضاء قرابة 21 ألف تلميذ (بمعدل أستاذ واحد لاثني عشر تلميذاً) موزعين على 1040 شعبة. وكان الأساتذة المتعاقدون قد تجمعوا قرابة الساعة السابعة والنصف من صباح أمس على الطريق الرئيسية التي تربط الضنية بمدينة طرابلس، عند مدخل بلدة كفرحبو، فقطعوها لأكثر من ساعتين، احتجاجاً على ما عدّوه «غبناً» لحق بهم في المباراة الأخيرة التي أجرتها وزارة التربية والتعليم العالي، بإشراف مجلس الخدمة المدنية، لتثبيتهم. وقد سبب الاعتصام ازدحاماً خانقاً للسيّارات والمواطنين على الطريق المذكورة، وكادت تحدث إشكالات عدة بين المعتصمين وبعض المواطنين الذين أرادوا العبور بالقوة. لكن تدخل عناصر قوى الأمن الداخلي الذين كانوا في المكان أسهم في ضبط الأوضاع. وبعد مرور حوالى ساعة على الاعتصام، خفّت حركة السير على الطريق الرئيسية، بعدما يئس المواطنون من تخطي المعتصمين، فعمدوا إلى سلوك طرقات فرعية، بعضها ترابي وضيّق، للوصول إلى أعمالهم.
(الأخبار)