يعاني طلاب الفروع الخامسة في الجامعة اللبنانية بُعدَ مكتب «ليبان بوست» المخوّل تحصيل رسوم التسجيل في الجامعة فيتكبّدون جهداً ووقتاً للوصول إليه
سوزان هاشم
«إنو مكتوب الشرشحة دايماً على طلاب الجامعة اللبنانية؟»، سؤال يطرحه الطالب في كلية الآداب في الفرع الخامس من الجامعة اللبنانية في صيدا، محمد صالح، بعدما تكبّد عناء الذهاب مرتين إلى مركز «ليبان بوست» الواقع في آخر المدينة، من أجل دفع رسم التسجيل. هكذا دفع أجرة مضاعفة للسرفيس، إذ في المرة الأولى، وبحسب ما يروي صالح، لم يستطع الوصول قبل موعد إقفال الصندوق، بعدما اعترضت سبيله زحمة سير خانقة، ما اضطره إلى معاودة الذهاب لاحقاً. كما لم تفلح مي جابر، وهي طالبة في الكلية نفسها، بدفع الرسوم في مكتب البريد في النبطية حيث تسكن، والسبب هو أنّ «code» كليات صيدا غير موجود في هذا المكتب، ما يدفعها كغيرها إلى الالتزام بالدفع في مكتب صيدا.
هذه الأعباء الملقاة على عاتق الطالب، دفعت بالمجالس الطالبية في كليات الفرع الخامس إلى التحرك في طلب استحداث مكتب «ليبان بوست» في محيط التجمع الجامعي في صيدا. يقول الطلاب إنّهم لمسوا في بداية الأمر ترحيبباً من جانب إدارة مكتب «ليبان بوست» «التي طلبت منا الحصول على تواقيع مديري الكليات، تظهر موافقتهم على تخصيص مكان في إحدى غرف كلياتها يعود إلى هذا المكتب، وهذا ما حصل فعلاً، إذ اتُّفق على أن يكون مكتبها في إحدى غرف كلية الآداب».
بيد أنّ المفاجأة كانت من إدارة المكتب نفسه، التي عدلت فجأةً عن فكرتها، كما قالت أحد أعضاء مجلس الطلاب في الآداب، نور الشلاح، التي تتابع متسائلةً «هل مكتوب على الفرع الخامس أن يأتي في آخر اللائحة دائماً في كل الحسابات؟». وأشارت نور إلى

أيظلّ الفرع الخامس في آخر الأولويّات؟
أهمية استحداث المكتب، وخصوصاً أنّ هناك «مئات الطلاب ممن يتسجّلون يومياً، ومكتب البريد الأقرب الذي يمكنهم قصده يقع بعد ساحة النجمة في صيدا، التي تشهد ازدحاماً خانقاً طوال اليوم. ما يعني إضاعة الوقت على الطالب، وزيادة الأعباء المالية عليه». تضيف نور إنّ هذا المطلب لا يحمل أيّ بعد سياسي، ويستفيد منه أكثر من 15 ألف طالب. وتستغرب كيف أنّه أنشئ مكتب للبريد في المدينة الجامعية في الحدث سريعاً وفوراً، فيما جرت المماطلة في التجمع الجامعي في صيدا، معتبرةً أنّ إدارة «ليبان بوست»، أوهمتهم بالموافقة على المشروع «كي يفوت الأوان ونحن ننتظر استحداث هذا المكتب».
في المقابل، لا تنفي إدارة شركة البريد ما تقدّمت به مجالس الطلاب، إذ يقول مديرها العام خليل داوود إنّ «ما يعوق استحداث المكتب في المجمع الجامعي في صيدا هو عدم توافر الإمكانات المادية اللازمة من موظفين وتجهيزات». ولفت داوود إلى أنّه بعدما جرت دراسة الموضوع بدقّة رأت الإدارة أنّ المجمع لا يستجمع الشروط اللازمة لإنشاء المكتب، وخصوصاً أنّ المكان لا يستقطب إلّا الطلاب فقط، وينحصر عمله في وقت التسجيل أيضاً، وتالياً فإنّ المشروع غير وارد حالياً.
وبين انتظار الطلاب حتى تحقيق مطلبهم، واستحداث إدارة «ليبان بوست» مكتباً لها في المجمع الجامعي في صيدا، الذي يبدو مشروعاً بعيد المدى، يبقى المستفيد الأوحد من ذلك سيارات الأجرة التي تقلّ الطلاب من الجامعة وإليها باتجاه مكتب البريد.