ألا تكفينا عنصريّة إسرائيل؟
لم توفّر إسرائيل، على مدى أكثر من ستين عاماً من اغتصاب أرض فلسطين، أي أسلوب عنصري إلا استخدمته. لا بل ابتدعت أبشعها وأكثرها إيلاماً وقسوة في حق هذا الشعب العظيم. والأمثلة على ذلك كثيرة، بدءاً من مجازر العصابات اليهودية، مروراً بالاجتياحات المتكررة للبنان، وليس آخرها جريمة غزة. هذه إسرائيل، وهذا هو المتوقع من الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يتوانى عن القتل والتنكيل وهتك الحرمات وهدم المنازل. أما أن نرى شيئاً من هذه العنصرية من ذوي القربى فهذا أشد إيلاماً (وظلم ذوي القربى...). لم يعد الحديث عن رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وغضّ النظر عن حرمانهم الحقوق المدنية المشروعة بالأمر المقبول. فنحن نسمع على نحو شبه يومي عن رفض التوطين، لكن نادراً ما نسمع من يتحدث عن وجوب منح الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
الجميع ضد هذا الشعب العظيم، أو على الأقل هذا ما نشعر به نحن الذين يسموننا لاجئين. وفي هذه المناسبة كلمتان:
ـــــ من الآن فصاعداً، إن من يتكلم على رفض التوطين دون المطالبة والسعي لمنح اللاجئين حقوقهم المدنية المشروعة، فليعلم أنه يؤذينا.
ـــــ وليعلم العالم أن هذا الشعب الذي صمد وقاتل بالسلاح وبالعلم وما زال صامداً منذ أكثر من ستين عاماً في وجه أكثر دول العالم عنصرية وفتكاً، فليعلم أننا صامدون وعائدون ومنتصرون.
د. ماهر بلقيس

■ ■ ■


ما لقيصر
في التصريح الكامل لغبطة البطريرك صفير أمام وفد نقابة المحررين، قال إنه لن يزور سوريا، لأن زيارته ستُفَسَّر سياسياً، وباعتقاده أنه لا يمكن فصل الدين عن السياسة.
ونحن نقول لغبطة البطريرك بكل محبة إن هذا الكلام مناقض لتعاليم السيد المسيح، وخصوصاً القول المعروف: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». كذلك فإنه مخالف لزيارات عديدة قام بها غبطته سابقاً، ولم يخشَ عندها أن تفسر تفسيراً سياسياً، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اجتماعه بالرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش.
لسنا نناقش حق رجال الدين في إبداء رأيهم السياسي، الذي يحب البعض وصفه بالكلام الوطني، رغم أنه أحياناً يتعاطى بأمور تفصيلية بسيطة كالتعيينات في البلديات وما شابه. لكن من حقنا أن نقول لرجال الدين إن الرأي السياسي، الذي يمكن أن يخالف رأياً سياسياً آخر، لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يخالف التعاليم الدينية نفسها.
ولن نزيد كلمة واحدة بهذا الشأن.
جاسر جبور