افتتحت شعبة بنت جبيل من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية منذ أيام، ووصل عدد الطلاب المسجلين إلى سبعين بعد أسبوع واحد فقط على بدء التسجيل، بمعزل عن السجال حول تفريع الجامعة اللبنانية وآثاره الأكاديمية وأبعاده السياسية
بنت جبيل ــ داني الأمين
مع بدء العام الدراسي، للمرّة الأولى، في شعبة بنت جبيل من كلية العلوم في الجامعة اللبنانية، بدا الطلاب الثمانون في السنة الأولى مرتاحين جداً في دراستهم، رغم خلوّ المبنى من أي رفاهية يمكن أن يتمتع بها طلاب الجامعات. فيرى الطالب جوزيف العميل، من بلدة رميش، أنّ «الأجواء إيجابية بالكامل، لعدم وجود عدد كبير من الطلاب ، كما هي الحال بالنسبة إلى طلاب السنة الأولى في الجامعات اللبنانية. ما يساعد على إيصال المعلومات بطريقة أفضل، والتواصل الدائم مع الأساتذة». بيد أنّ جوزيف يعتقد أنّ المبنى المشترك مع تلامذة المدرسة الابتدائية، يجعل الجامعة أقرب منها إلى المدرسة العادية، وخصوصاً في ظلّ عدم وجود الملاعب وأماكن الاستراحة والكافتيريا.
أمّا الطالبة مروة بزّي، من بنت جبيل، التي انتقلت من الفرع الأول في بيروت إلى بلدتها، فتعتبر أنّ لا مجال للمقارنة بين الدراسة في بيروت والدراسة في بنت جبيل، «فالدراسة هنا أفضل بكثير، فالتواصل جيد مع الأساتذة بسبب قلة عدد الطلاب، ما يجعلنا نفهم المواد فهماً أفضل، إلى جانب الراحة النفسية التي نتمتع بها كوننا نقيم في منزلنا، دون أيّ كلفة مادية إضافية». تؤكد بزّي أنّ الإقامة في بيروت كانت تكلّف ذويها أكثر من 400 ألف ليرة شهرياً. في الوقت الذي يدرس في الشعبة أساتذة بيروت وفرع النبطية وسيخضع الطلاب للامتحانات نفسها، ينتظر طلاب بنت جبيل العام المقبل، «لكي تتأمّن المختبرات اللازمة والمبنى الجامعي الموعودين به لدراسة السنة الثانية هنا».
هكذا، فإنّ طلاب كلية العلوم في بنت جبيل، هم من أبناء المنطقة القريبة مثل جنان بيضون التي تؤكد وجود طلاب من بلدات رميش وتبنين والشهابية وعيناتا وشقرا. تقول جنان إنّ هذا أمر جيد «فالجميع يفضّلون الدراسة هنا لكي يخفّفوا من الأعباء المعيشية التي كانوا سيتكلفون بها أثناء إقامتهم في بيروت أو النبطية».
لكنّ الفرحة الكبيرة بافتتاح الجامعة في بنت جبيل، التي عبّر عنها الأهالي في قرى القضاء وبلداته، رافقها عدد من الانتقادات التي وجهها البعض إلى المسؤولين «الذين عليهم أن يؤهّلوا الجامعة بما يلزم من تجهيزات، إضافة إلى العمل على بناء مبنى مستقلّ لها». من هؤلاء تلميذة الصف الثالث الثانوي فرح بيضون التي تعتبر أنّ «افتتاح فرع لكلية العلوم أمر لافت ومفيد، بيد أنّ المكان المخصّص للطلاب ضيّق، ولا يكفي إذا ازداد عدد المسجّلين، إضافة إلى عدم وجود ملعب مستقلّ».
فالمبنى الذي خُصص جزء من صفوفه للجامعة هو في الأصل مدرسة ابتدائية، فصل الطابق الثاني منها للجامعة ولدار المعلمين، الذي يشهد دورات تدريبية مكثفة. ويتذمر الطالب محمد صبرا من أنّ «المبنى لا يشبه الجامعة على الإطلاق، فليس هناك ملعب مستقلّ أو كافتيريا أو حتى مختبر أو مكتبة لكن ما باليد حيلة، علينا أن نتسجّل هنا لنخفّف من الأعباء المادية». ويعتبر المربي حسن جابر أنّ المنطقة تتّسع لأكثر من جامعة، وخصوصاً أنّ طلابها فقراء ويعملون في الزراعة، وإمكانية سكنهم في بيروت صعبة جداً، حتى أنّ المنطقة بعيدة جداً عن أماكن الجامعات في صيدا وبيروت، وليس هناك باصات خاصة بنقل الطلاب، بعكس المقيمين في منطقتي صور وصيدا، الذين يسهل عليهم الانتقال إلى بيروت وغيرها. يذكر أنّ كلية العلوم في بنت جبيل هي شعبة لفرع كلية العلوم في النبطية. وهناك فرعان لجامعتين خاصتين في بنت جبيل ورميش.


أساتذة وكتب من النبطية

تكشف مديرة كليّة العلوم في النبطيّة، التي تتبع لها شعبة بنت جبيل، الدكتورة يمامة شريم، أنّه بعد زيادة عدد طلاّب كلية العلوم في النبطيّة بنسبة كبيرة بات من الضروري افتتاح شعبة أخرى. وتوضح أنّه تمّ التعاقد مع الأساتذة الجامعيين الذين يدرّسون في النبطية وبيروت. فلا أساتذة جامعيين في الملاك يقدرون على تغطية الحاجة المطلوبة. وترى شريم أنّ عدد الطلاّب المسجّلين في بنت جبيل جيد جداً، ما يعني أنّ الجامعة ستستمر في الأعوام المقبلة إذا تواصلت الجهود الرسمية والسياسية لتوفير مبنى جديد، إضافة إلى المختبرات والمعدات. أمّا الطلاب فسيخضعون لامتحان مشترك مع زملائهم في النبطية، وسيدرسون في الكتب ذاتها، التي تبرعت لهم بها إدارة فرع الكلية في النبطية.