إكرام شاعرلا تقرئين شيئاً. ربما خطوط كفيك فقط. تفكرين في ما كتبه القدر وما أضفته أنت على الهامش حين بقيت ضفدعاً. الألم يتصفح مجلة أخبار المشاهير في قاعة الصبر وأنت لا تنظرين في أي كتاب، ومع ذلك، تضعين نظارة طبية بشعة. كأس المرارة يتوسط طاولتك كمزهرية بصق فيها الحزن تنتظر شفتيك. لكن، لا تخافي، فهو ليس مصاباً بـ«H1N1»، ولا بسل السياسة. أعرف أنك ألغيت اشتراكك في خدمة الخبر السريع لأنك فضلتِ أن تدفعي 10 دولارات لشراء مبيد للحشرات في غرفتك. كما كل اللبنانيين، ستعتادين على اللحوم والأسماك المثلجة والقرارات المجمدة، لأن جثة السلطة ستبقى محفوظة في البراد.
ربما بيروت لا تناسبك أيضاً. أنت كمكتبة الإسكندرية تحبين الكتب لكن تكرهين غبارها. تسألين السائق: «على الليلكي يا عم»، فيتجاهلك ويكمل طريقه. كم تتمنين في هذه اللحظة أن يترك دواسة البنزين لقدم الموت كي تدوسك، وأنت تدبين منذ ساعة لتصلي إلى حجرك، فتتأكدين أنك في دولة الديموقراطية حيث المطبّات أكثر من أصوات المقترعين والحفر على الطرق أعمق من الصراع بين الموالاة والمعارضة.
حذرة جداً أنت، تمشين على الرصيف، وتمشين مع أيامك جنباً إلى جنب، مثل ولد يرافق عجوزاً ليساعده على قضاء حاجته. كل الكلام عن السباق مع الزمن مجرد ترهات، وأنت تشكرين الله أن ساعتك ليست على توقيت دول العالم الثالث، تسير عقاربها إلى الوراء.