ضهر العين ــ فريد بو فرنسيس«كنا نقوم بعملنا المعتاد، فحص عدادات الكهرباء ومراقبة الساعات والتعديات على الشبكة العامة، في منطقة البداوي على الطريق العام»، يقول العامل طوني جبارة، «وبينما نحن ندوّن أرقام أحد العدادات انقضّ علينا فجأة عدد من الأشخاص وانهالوا علينا بالضرب والركل، واستطاعوا رمينا أرضاً وعمدوا إلى دوسنا بأرجلهم على أجسادنا من دون تمييز، ولم نعد نشعر بشيء وكان كل همّنا أن نتخلص منهم وننجو بأنفسنا»، يروي جبارة حادثة الاعتداء التي تعرض لها مع زملاء له بينما كانوا يقومون بعملهم في قضاء طرابلس، ونقلوا على أثرها الى مستشفى هيكل في ضهر العين (قضاء الكورة) للمعالجة.
تداعى أمس العمال الى المستشفى واحتشدوا عند مدخل غرفة الأشعة ينتظرون زملاءهم للاطمئنان عن صحّتهم. واستنكر رئيس نقابة عمال شركة كهرباء قاديشا محمد اسطنبولي حادثة الاعتداء، داعياً الى «رفع الغطاء السياسي عن المعتدين»، وقال «لن نسمح بأن يتعرض عمالنا خلال قيامهم بعملهم المعتاد، ونحن كنقابة نستنكر حصول مثل هذه الأمور التي تعرض سلامة العمال للخطر، لأنهم يقومون بوظيفتهم لوضع حد للسرقات المعممة على الشبكات في البلد». وطالب الدولة اللبنانية والقوى الأمنية بأن تؤمن حماية لهؤلاء الشباب أثناء قيامهم بواجباتهم المهنية حتى لا يتعرضوا مرة أخرى لاعتداءات كهذه.
أمين سر النقابة جوزف سركيس هدد بخطوات سلبية تصعيدية في حال عدم توقيف الفاعلين. «إنه موقف مستنكر، ونتوجه الى الدولة اللبنانية وإلى الوزير المختص بأنه لا يجوز بعد اليوم أن يتعرض عمالنا وشبابنا للضرب في أي مكان. فكيف إذا كان في مدينة نحن نحترمها ونقدر شعبها»، وكشف سركيس عن عقد جمعية عمومية اليوم لاتخاذ الموقف المناسب «الذي يكفل حماية شبابنا، ونحن لن نقبل بأن نضحي بهم في عيد الأضحى، إنهم خط أحمر لا يمكن أن نستهدف بعد اليوم». ووجّه رسالة الى وزير الوصاية «للتعاون في كل المجالات شرط أن تحفظ كرامات العمال».