رضوان مرتضىترك مهدي ص. (23 عاماً) عمله في مطبعة قبل نحو شهر. أما الأسباب فكانت رفض الإدارة رفع راتبه الشهري. غادر مرغماً لأن راتبه الشهري لم يكن يكفيه. بدأ البحث عن عمل جديد، طامحاً إلى فرصة قد توفّر له مستلزمات الحياة الضرورية بحدّها الأدنى. لم يوفّق، فلزم منزله معظم الوقت... ثم وُجد مشنوقاً في مطبخ منزله يوم الثلاثاء الماضي.
أكّد مسؤول أمني رفيع لـ«الأخبار» أن مهدي «لم يُقتل، بل أقدم على الانتحار عبر شنق نفسه بأسلاك كهربائية في مطبخ منزله». ورجّح المسؤول، وفقاً لمعلومات متوافرة لديه، أن تكون الضائقة المالية التي يمرّ بها مهدي هي التي دفعته إلى الانتحار. وذكر أن التحقيق قد خُتم وأودع بتصرّف القضاء.
مهدي متزوّج منذ 5 سنوات ولديه طفلان، يبلغ أحدهما 4 سنوات والآخر سنة ونصف سنة. يعيش مع زوجته وولديه في حي السلم، في إحدى الشقق المستأجرة. ينقل يعض أقاربه أن زوجته كانت في السوق برفقة ولديها عندما «انتحر» مهدي. ويذكر هؤلاء أن جارته مرّت لتطمئن إليه قبل أن تقصد السوق، ويقولون نقلاً عنها: «طرقت باب منزله ففتح الباب، فوجدت رقبته محمرّة»، سألت الجارة مهدي عن سبب احمرار رقبته فأجابها متذرّعاً بأنه كان نائماً ولا يدري سببها. تضيف الجارة: «حذّرته من إيذاء نفسه ورحلت». عادت الزوجة عند الساعة الثانية والنصف من بعد ظهر ذلك اليوم فوجدته متدلياً من سقف المطبخ بعدما لفّ رقبته بأسلاك كهربائية، سارعت إلى قطع الأسلاك ظنّاً منها أنه لا يزال حيّاً، لكنه سقط أرضاً. أظهر تقرير الطبيب الشرعي أن مهدي فارق الحياة عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، أي مباشرة بعدما تركته الجارة.
يقول مقرّبون من مهدي إنه لم يكن يعاني اضطرابات نفسية، لافتين إلى «طيبته الكبيرة». ويعقّب أحدهم رافضاً الكشف عن اسمه لاعتبارات تتعلّق بقرار عائلة الفقيد، بأنّ «كرامته دفعت به إلى الانتحار»، ويشرح: «كان مهدي يعاني ضائقة مالية ولم يطلب المساعدة ظنّاً منه أنها إذلال».