حاصبيا ــ عساف بو رحال
انتهى قطاف الزيتون وانتهت معاصر حاصبيا والعرقوب من عمل لم يسفر الا عن خيبة، ما دفع المزارعين للتعويض بتجارة أخرى هي جفت الزيتون. هكذا نشطت تجارة الجفت، حيث عمدت بعض المعاصر، بالاتفاق مع المزارعين، إلى جمعه وكبسه وتصنيعه ليكون مادة كالحطب، تعوّض بمردود مالي لا بأس به. ولئن كان المزارعون يستفيدون مادياً من جفتهم، إلا أن الأهالي وجدوا فيه مخرجاً لائقاً للتخلّص من مشكلة التدفئة. فقد باتت هذه المادة سلعة هامة في الأسواق يتهافت عليها أبناء قرى حاصبيا والعرقوب، وخصوصاً بعد الارتفاع الجنوني في أسعار وسائل التدفئة. وأمام هذا الإقبال، ارتفعت الأسعار بعدما بات الجفت بديلاً معقولاً لمصادر الطاقة الأخرى. وأكثر من ذلك، يعمد بعض التجار لشراء هذه المادة من أصحاب المعاصر بأسعار تتراوح بين 40 و60 دولاراً للطن الواحد، وثم بيعها بأسعار مضاعفة.
وفي هذا الإطار، يقول صاحب معصرة زيتون في حاصبيا فارس كساب «إن الجفت هو من حق المزارع، بعض المزارعين المقيمين خارج القرية يتركون جفتهم في المعصرة، لذلك نخزّنه ونصنّعه إن كان لدينا مستودعات كافية ومن ثم نبيعه، وإذا لم نستطع تخزينه، نعمل على توزيعه مجاناً لمن يرغب». وأوضح صاحب إحدى المعاصر في المنطقة رشيد زويهد «أن الجفت الناتج من المعاصر الأوتوماتيكية لا يصلح للتدفئة إلا بعد تجفيفه من الزيبار ومن ثم كبسه وتصنيعه، على أن يباع الطن الواحد منه بسعر 250 ألف ليرة». أما في المعاصر التي تعتمد العصر بواسطة الضغط، فيشير زويهد إلى «أنه يمكن استعمال الجفت مباشرة في التدفئة، إذ إنه لا يحتاج للتجفيف، كونه يخرج من المعصرة مفصولاً عن الزيبار».
وفي هذا الإطار، يتحدّث المزارع جهاد الدمشقي عن الاستخدام الواسع للجفت بين أبناء القرى المنتجة للزيتون. ويقول «دخلت مادة الجفت ضمن خطط السكان الاقتصادية لتوفير التدفئة بأقل تكلفة ممكنة». أما الاستنتاج الذي يسوقه الدمشقي فهو أن «هذا الخيار للتدفئة في الشتاء سيحمي الأحراج من عمليات القطع الجائر».