انسحب المشهد الفلسطيني العام على صورة المحتشدين، الذين أحاطت بهم بنادق أكثر عدداً من الأعلام التي رفعوها. هكذا، استحوذت الألوان العسكرية على العين، قبل اللافتات والشعارات المرفوعة، ملقيةً بثقل عسكري على المكان. وفيما تشابَه المعتصمون في وجوههم المتعَبة، كان التعدّد في صف رجال الأمن، ربما لكثرة عددهم واختلاف أجهزتهم: جاءت وحدة من القوى السيارة في قوى الأمن الداخلي، ودورية لفوج التدخل الثاني في الجيش اللبناني، إضافةً إلى عناصر من شرطة بيروت. هكذا، نفّذ رجال الأمن مهماتهم بامتياز: الفهود يحرسون الحديقة، رجال من وحدة شرطة بيروت يزيلون العوائق الحديدية بين الحين والآخر، إفساحاً في المجال لأحد المارّة بالعبور. سيطر الجيش على الطرق المؤدّية إلى المكان. لكن رغم هذه الكثافة الأمنية، كانت العلاقة ودودة جداً بين حاملي الرايات وحاملي الرشّاشات الآلية.
وسط الضجيج المتواضع وانشغال الموجودين بنقاشات جانبية، تمحور معظمها حول الحقوق المدنية للفلسطينيّين في لبنان، كان أحد رجال الأمن يصرخ: «أهم شي ما يعجق السير»، مبعداً الشرطيّين الآخرين بيديه.
لم يخلُ الأمر من سيّاح خليجيّين توقّفوا لرؤية المشهد غير المألوف
وتضمّنت المذكرة مجموعة مطالب تبدأ بحق الفلسطينيين في العمل، وضرورة إنصاف العامل الفلسطيني، واستثناء اللاجئين من شرطَي المعاملة بالمثل وإجازة العمل. وأشارت المذكّرة إلى ضرورة تعديل قانون الملكية العقارية، والسماح للفلسطينيين بامتلاك مسكن، كما دعت الحكومة اللبنانية إلى لفتة إنسانية تجاه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية، التي يعيشها الشعب الفلسطيني في المخيمات، إضافةً إلى ما يمكن أن تقدّمه الوزارات والبلديات والمؤسسات المعنية من خدمات. ولم يفُت اللقاء التذكير بوجوب إنهاء الملف المأسويّ لمخيم نهر البارد، بإعماره وعودة نازحيه إليه، مشتكين من البطء في الإعمار.