أحمد محسنقالت إنها ترقص، وإن المخبول (أنا) لم يعد مجدياً. صديقتي السابقة على حق. معاهد الرقص لفئة محددة فقط. لهم رقصهم الذي لا يتشابه مع رقص الآخرين. وأنا من الآخرين. أنا شاحب كالكهف، وأبدو جميلاً على الرصيف فقط. لا أجيد تلك الحركات العسكرية المرسومة بإتقان. فكرة العسكرة مخيفة بحدّ ذاتها. الرقص ردة فعل على صوت، أو موقف خائب. يصلح أن يكون أي شيء، إلا منهجاً أكاديمياً. الأكاديميون بُغضاء. في مواجهتهم، ربما نتسلح بالفنون، لمواجهة تعدد الطبقات. لكن ذلك يبقى فعلاً سلمياً. فلن نصادر شيئاً. وأنا من الآخرين. أقول: الموسيقى الحقيقية ليست في دار الأوبرا، بل تولد في الزواريب. والدانس دي صالون ليس رقصاً. إديث بياف كانت أختي، وفاغنر كان عمي. صدّقوني، جميعهم أبناء حيي، وكلنا أبناء شوارع.
كان في مقدوري أن أكون حيواناً. لكن طفرة الطفولة فوق جلدي أفسدت الأنياب. أغرقت العينين والأصابع. صار وجهي بديهياً، كانسياب اللغة في خلايا الشعوب. ولست حيواناً. لست أي شيء سوى مساحة من الأعضاء تحتل المنزل. لست كهلاً أيضاً، إنه الله الذي يتساقط على هول المدينة. أراه معتكفاً. يتسلل على سهل مالس من الأعشاب السوداء، في لحيتي، ويفلت سريعاً. لم يخرج من الحلم بعد. وأنتِ، مريضةٌ بداء السموات. أنفكِ الصغير، سمكة، تغرق في معدتي. تحدثينني عن الجنة، وأنا أبحث عن إصبع، أغرزها في فمكِ، وأحرق روحك بالبنزين.