اعتصم أمس ناشطو فرع بيروت في اتحاد الشباب الديموقراطي في ساحة الشهداء اعتراضاً على بيان الحكومة الوزاري الذي جاء نسخة عن سابقيه
ديما شريف
«إذا اعتقدوا أنّ الناس يلتهون بالأعياد، وسينسون البيان الوزاري السيّئ، فهم مخطئون، نحن لم ننسَ»، قالت الناشطة في اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني، سيندي، في تعليقها على النشاط الذي أقامه فرع بيروت في الاتحاد أمس في ساحة الشهداء. إذ اجتمع اتحاديو بيروت أمس في ساحة الشهداء، تحت جسر فؤاد شهاب، حاملين همومهم وهواجسهم ليقولوا للحكومة إنّ هناك من يرفض «بيانها الوزاري المستنسخ عن البيانات السابقة»، وإنه لم يحمل جديداً ينعش آمال الشباب بمستقبل أفضل. كان بعض الشباب يشارك قبل ذلك في الاعتصام التضامني مع الشعب الفلسطيني، أمام مبنى الإسكوا، وأتى مشياً إلى اعتصام الاتحاد ليقول للحكومة إنّه يرفض وعدها الحكومي بمزيد من الفقر والبطالة.
حمل الشباب لافتات خطّوا عليها شعاراتهم: «أكلاتي ما بيكفوني، أنجأ خبزة وزيتوني، جوع وبطالة وتعتير وللحكومة ممنونة»، «همّة همّة يا شباب، يلا الشتوية عالباب، الصوبا ما فيها كاز، يلعن عرضو غالي الغاز»، «بالديمقراطية التوافقية صار البرّاد نملية» و«صيغوا صيغوا بهالبيان، ما تنسوا حقوق الإنسان، بيبقى اللبناني جوعان وبيزلغط للحكومة؟».
أثناء الاعتصام فرد الشباب فوق الرصيف قطعة قماش كبيرة رسموا عليها صحن طعام كتبوا تحته «أكلتوا، نحنا بعدنا جوعانين». وكانوا يرغبون في تعليقها على جسر فؤاد شهاب لتتدلّى باتجاه ساحة الشهداء، لكن لم ينالوا الإذن بذلك.
وقال الأمين العام للاتحاد، حسين مروة، إنّ هذا النشاط يأتي في الوقت المناسب، لكون مضمون البيان الوزاري أسوأ من المتوقع. أضاف إنّ البيان لم يُعد النظر في السياسة الضريبية، ويبدو أنّ الحكومة مستمرة في تطبيق مقررات باريس ـــــ 3، واعتماد الخصخصة، موضحاً أنّ ناشطي فرع بيروت في الاتحاد أرادوا استقبال الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري بطريقة «مهضومة». وقال مروة إنّ الاتحاد سيعمل في السنوات الأربع المقبلة لمواكبة الحكومة إذا استمرت هذه الفترة، موضحاً أنه سيجري تناول الوضع المعيشي والأوضاع الاقتصادية كلّ على حدة في الفترة المقبلة.

بيبقى اللبناني جوعان وبيزلغط للحكومة؟
ووزّع الاتحاديون بياناً حكومياً بديلاً على السيارات المارة باسم «حكومة اتحاد الشباب الديموقراطي»، تضمّن مطالبهم. بعض السائقين تشجّعوا وقرأوا البيان، ورفعوا أيديهم محيّين الشباب، فيما رفض آخرون حتى أخذ الورقة من أيدي الشباب الذين انتشروا بين السيّارات.
رأى البيان أنّ «البيان الوزاري للحكومات المتعاقبة لم يعد سوى نسخة طبق الأصل عن البيان السابق، إذ يجري تقليص أو زيادة فقرة». وطالب بإلغاء الطائفية السياسية، وإعلان الدولة المدنية، إلغاء مخصّصات النواب التي تصرف من جيب الشعب، خفض سن الاقتراع، واعتماد قانون انتخابي عادل قائم على أساس النسبية. أما في الاقتصاد، فطالب البيان البديل بإلغاء الرسوم الظالمة على المحروقات فوراً، إنشاء بنك للفقراء كما في جميع أنحاء العالم، إلغاء الضرائب غير المباشرة، واعتماد نظام الضريبة التصاعدية، إنشاء ضمان الشيخوخة وتوسيع خدمات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ليشمل جميع اللبنانيين، وقف السرية المصرفية وحيتان المال، ومنع خصخصة القطاع العام. وشدّد البيان على زيادة ميزانية الجامعة اللبنانية، وإلغاء المحاصصة والمحسوبيات فيها، وإعطاء المرأة حق منح جنسيتها لأولادها من أجنبي.