قاسم س. قاسم«تفضل الحلوينة، مبروك، مقابل فيلم مدتو دقيقة، حررنا 20 أسيرة»، يقول أبو محمد شعفاطي ابن مخيم برج البراجنة وضحكته «شبر» محتفلاً على طريقته بنبأ إطلاق إسرائيل سراح الأسيرات الفلسطينيات المعتقلات في سجون الاحتلال مقابل فيديو عن الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط. يجلس الرجل في دكانه، يضع أمامه صينية البقلاوة. تدخل هدى عبد الجليل لتشتري بقالتها، ما إن تهمّ بالخروج حتى يسحب الرجل منديلين ورقيين يضع فيهما قطع البقلاوة، ثم يستدرك مضيفاً «كام حبة للولاد»، و«إذا هلق ما احتفلنا أمتين بدنا نحتفل»؟ هكذا، تنعكس أحزان فلسطينيي الداخل أو أفراحهم على اللاجئين في الشتات. فإن كانت حرب على غزة أو القطاع، تراهم يجلسون بصمت يتأملون شاشات التلفزة. أما إذا كان الخبر مفرحاً، كأول من أمس، فإنك ستسمع، كما سمعنا، صوت الرصاص وزغاريد النسوة تملأ فضاء المخيم. السعادة بالخبر أنست الفلسطينيين خلافاتهم السياسية، ولو لوهلة. في أحد مقاهي المخيم، يجلس شباب من مختلف الانتماءات السياسية يتابعون التقارير التلفزيونية على قناة «الجزيرة». «بيتدعوسوا إذا بيحطوا العربية»، يقول أحدهم. الحمساوي بالقرب من الفتحاوي وابن الشعبية يشارك ابن القيادة العامة تدخين أركيلته.. «ليك عيونوا ما شاء الله، مش حرام هادا الصبي ينحبس»، يعلق أحدهم عند رؤيته أصغر أسير في العالم يوسف الزّط على إحدى الملصقات.
ويعلّق أحد الحمساويين بخبث «شفتو كيف بالمقاومة ممكن نحقق كتير اشيا؟». لحظات ويأتيه الرد الفتحاوي سريعاً «ما تنسى كمان احنّا طلعنّا أسرى، وبدون حرب» إشارة إلى إطلاق رئيس وزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت سراح عدد من الأسرى قبل لقائه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس العام الماضي كبادرة حسن نيّة. يحتدم النقاش بين الطرفين فيتدخل محمود العلي ليعيد تذكيرهم بالمناسبة "إيش هادا حتى بالاشيا الحلوة بدكم تتخانقوا»، فيردان عليه «إنتوا الشعبية دايماً هيك: بيضة القبّان». تنتهي سهرة الأنس، ويتفرق الشباب في أزقة المخيم. يذكرّهم العلي بموعدهم «ما تنسوا الجمعة (اليوم) رح يطلعوا وفي مظاهرة كرمال الأقصى عاملها الحزب فمنتلاقى حد المستشفى».