ضحى شمسفي مقولة شهيرة له في معرض انتقاد الديموقراطيات المزيفة، يقول المخرج السينمائي الأميركي وودي ألن في وصف الفارق بين الديموقراطية المزيفة والديكتاتورية، إن هذه الأخيرة، اي الديكتاتورية هي أن تقول للشخص المتحدث بما لا يعجبك «أقفل فمك»، أما الديموقراطية المزيفة فهي أن تقول له : تكلم بحرية ما دام مجرد كلام. اي باللبناني: «بما ان الحكي ما عليه جمرك». هذا بالضبط ما تقوم به بعض أجهزة الدولة اللبنانية، التي تتجاهل ما تورده الصحف، وما تتعب في إثباته بتحقيقاتها من خلل هنا او هناك توخياً للمصلحة العامة، فلسان حال تلك الدوائر «اتركهم يحكوا وبكرة بتنطفي لحالها». لا بل إن الدوائر المعنية بتلك الفضائح لا تبدو مهتمة على الأقل بدفع التهمة عن نفسها، إن لم يكن بتوضيح للرأي العام. هكذا، مر تحقيق للزميلة فاتن الحاج نشرته الأخبار بتاريخ 4 أيلول المنصرم، بعنوان «التعليم الرسمي: وراء كل مدير .. واسطة؟» مرور الكرام. يحكي التحقيق (استناداً إلى وثائق ) عن التدخل الفاضح لأصحاب النفوذ في الدولة اللبنانية، في ملء شواغر إدارات المدارس الرسمية بطريقة «تدوبل» على عمل اللجان المعنية. لا بل إن الوثائق التي ارتكزت عليها الزميلة أظهرت أمام اسم كل مدير، وفي خانة خاصة عنوانها «المرجع»، اسم واسطة الشخص المرشح أو المعيّن في المنصب!
هل نفت وزارة التربية؟ «ولا بزمة» كما نقول. لا توضيح لا بيان لا تلفون. كل ما تنبهنا له، هو أن «حفاوة» المدير العام لوزارة التربية فادي يرق بالزميلة «خفّت»، لدرجة أنه طلب منها الخروج من اجتماع عقد أمس مع المعتصمين من الأساتذة المتعاقدين، بحجة أنه «لا صحافيين غيرك في الاجتماع!». فهل أصبحت تغطية الصحف لموضوع مرهونة بحضور بقية وسائل الإعلام! لا بل إن المدير أفتى بأن زميلاً موجوداً «تحت» لم يطلع معهم، لذا، لا يمكن لها أن تحضر، وهو أمر ما كان ليقوم به الملحق الصحافي للزميل لو وجد!
ومن قصيرها، إن كان للمدير ما يرد به على تحقيق الزميلة، فليفعل، بدون التحجج بأمور لا منطقية لتعطيل عملها. وبكلام آخر ننتظر تعليق وزارة التربية على ما نشرناه، نفياً أو تأكيداً، أما التجاهل والتعطيل فغير مقبول. يعني «قول بحبك قول كرهتك بس قوللي أي حاجة».