صيدا ـــ خالد الغربييحضر ملف مكب النفايات في مدينة صيدا بقوّة على طاولة «اللقاء البيئي الموسّع» الذي تنظمه لجنة الطوارئ المنبثقة عن المجلس البلدي في المدينة صباح غدٍ الثلاثاء. للوهلة الأولى، يظنّ قارئ الدعوة أن أوان التخلّص من هذه الكارثة البيئية الجاثمة على صدور الصيداويين منذ سنوات طويلة قد حلّ فعلاً، ولكن لا يبدو أن مزاج الشارع الصيداوي يجاري هذا الشعور، إذ يؤكّد «جيران» المكب أن «إيجاد حل للمكب مرهون بالأفعال لا بالتوصيات أو البيانات التي عادة ما يخرج بها المجتمعون». ويقول صاحب أحد المحال في المدينة الصناعية القريبة من مكان وجود المكب إن «السكان سئموا إغداق الوعود من القوى السياسية والاجتماعية التي تحدثت طويلاً عن حلول وهبات وهي وعود أثبتت حتى الآن عقم الحلول، باختصار نحن نسمع جعجعة حتى الآن ولا نرى طحيناً».
في مقابل الخوف الذي يبديه بعض «الجيران»، تؤكد مصادر بلدية صيدا أن اللقاء «لن يكون مجرد دعوة فولوكلورية، بل سيكون أشبه بمؤتمر عام لمدينة صيدا ونتائجه ستكون لمصلحة أبناء المدينة من خلال إنقاذهم من هذه الكارثة البيئية». وفي هذا الإطار، أشار رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري إلى أن «اللقاء سيناقش أهم المشاكل البيئية التي تعصف بالمدينة، وخصوصاً حل مشكلة جبل النفايات المستعصية ومنع تكرار الحوادث البيئية المتكررة فيه تمهيداً لإقفاله وإيجاد بديل آخر». ومن أجل هذا، دعت البلديّة «كل القوى السياسيّة والفعاليات الاقتصادية والبيئية والمهنية والنقابية والخبراء في المدينة وفي الإدارات الرسمية المعنية» للمشاركة في هذا الحدث. لكن، حتى مساء أمس لم يُحسم أمر مشاركة نائبي المدينة بهية الحريري وفؤاد السنيورة. وقد تزامن ذلك مع سريان بعض الأحاديث عن أن السنيورة يرغب بحضور اللقاء إذا سمحت له الظروف. وإلى حين اللقاء المرتقب، بدأت بلدية صيدا أمس حملة إعلانية دعائية، حيث نشرت عشرات اللافتات في شوارع المدينة تتضمن دعوات ملحة للعمل المشترك «من أجل الإغلاق الفوري لمكب النفايات»، أما بالنسبة إلى الحلول التي حملتها لافتات البلدية فأشارت إلى «إيجاد مكان للردم لإزالة المكب الحالي وحضّ الدولة على تأمين البديل أسوة بتأمين بدائل للمكبات الأخرى كمكب بيروت»، بين حانا الاتهامات ومانا الوعود، لا يبدو الوضع مطمئناً في محيط المكب، فأمس شبت النيران في أحد جوانب المكب، وقد عملت إطفائية تابعة لبلدية صيدا على إهمادها. يُذكر أن الحريق الأول في المكب نشب منذ ثلاثة أسابيع تقريباً، وقد استمر حوالى يومين.